نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية جلد : 1 صفحه : 57
قوله: «بما ذا كنت تستمشين»؟ أي تلينين الطبع حتى يمشي، و لا يصير بمنزلة الواقف، فيؤذي باحتباس النجو، و لهذا سمي الدواء المسهل مشيا على وزن فعيل.
و قيل: لأن المسهول يكثر المشي و الاختلاف للحاجة و قد روي: «بما ذا تستشفين»؟
فقالت: بالشبرم، و هو من جملة الأدوية اليتوعية، و هو قشر عرق شجرة، و هو حار يابس في الدرجة الرابعة، و أجوده المائل إلى الحمرة، الخفيف الرقيق الذي يشبه الجلد الملفوف، و بالجملة فهو من الأدوية التي أوصى الأطباء بترك استعمالها لخطرها، و فرط إسهالها.
و قوله (صلى اللّه عليه و سلم) «حارّ جارّ» و يروى: «حارّ يارّ»، قال أبو عبيد: و أكثر كلامهم بالياء.
قلت: و فيه قولان، أحدهما أن الحار الجار بالجيم الشديد الإسهال، فوصفه بالحرارة، و شدة الإسهال و كذلك هو، قاله أبو حنيفة الدينوري.
و الثاني- و هو الصواب- أن هذا من الاتباع الذي يقصد به تأكيد الأول، و يكون بين التأكيد اللفظي و المعنوي، و لهذا يراعون فيه اتّباعه في أكثر حروفه، كقولهم: حسن بسن، أي: كامل الحسن، و قولهم: حسن قسن بالقاف، و منه شيطان ليطان، و حار جار، مع أن في الجار معنى آخر، و هو الذي يجر الشيء الذي يصيبه من شدة حرارته و جذبه له، كأنه ينزعه و يسلخه. و يار: إما لغة في جار، كقولهم: صهري و صهريج، و الصهاري و الصهاريج، و إما إتباع مستقل.
و أما السنا، ففيه لغتان المد و القصر، و هو نبت حجازي أفضله المكي، و هو دواء شريف مأمون الغائلة، قريب من الاعتدال، حارّ يابس في الدرجة الأولى، يسهل الصفراء و السوداء، و يقوي جرم القلب، و هذه فضيلة شريفة فيه، و خاصيته النفع من الوسواس السوداوي، و من الشّقاق العارض في البدن، و يفتح العضل و ينفع من انتشار الشعر، و من القمّل و الصّداع العتيق، و الجرب، و البثور، و الحكة، و الصّرع، و شرب مائه مطبوخا أصلح من شربه مدقوقا، و مقدار الشربة منه ثلاثة دراهم، و من مائة خمسة دراهم، و إن طبخ معه شيء من زهر البنفسج و الزبيب الأحمر المنزوع العجم، كان أصلح.
قال الرازي: السناء و الشاهترج يسهلان الأخلاط المحترقة، و ينفعان من الجرب و الحكة، و الشربة من كل واحد منهما من اربعة دراهم إلى سبعة دراهم.
و أمّا السّنوت، ففيه ثمانية أقوال؛ أحدها: أنه العسل. و الثاني: أنه ربّ
نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية جلد : 1 صفحه : 57