responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 55

فصل في هديه (صلى اللّه عليه و سلم) في علاج عرق النّسا

روى ابن ماجه في «سننه» من حديث محمد بن سيرين، عن أنس بن مالك، قال: سمعت رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) يقول: «دواء عرق النسا ألية شاة أعرابيّة تذاب، ثمّ تجزّأ ثلاثة أجزاء، ثمّ يشرب على الرّيق في كلّ يوم جزء» [1]

عرق النساء: وجع يبتدئ من مفصل الورك، و ينزل من خلف على الفخذ، و ربما على الكعب، و كلما طالت مدته، زاد نزوله، و تهزل معه الرجل و الفخذ، و هذا الحديث فيه معنى لغوي، و معنى طبي. فأما المعنى اللغوي، فدليل على جواز تسمية هذا المرض بعرق النّسا خلافا لمن منع هذه التسمية، و قال:

النسا هو العرق نفسه، فيكون من باب إضافة الشي‌ء إلى نفسه، و هو ممتنع.

و جواب هذا القائل من وجهين. أحدهما أن العرق أعم من النسا، فهو من باب إضافة العام إلى الخاص نحو: كل الدراهم أو بعضها.

الثاني: أن النسا هو المرض الحال بالعرق، و الإضافة فيه من باب إضافة الشي‌ء إلى محلّه و موضعه. قيل: و سمي بذلك لأن ألمه ينسي ما سواه، و هذا العرق ممتد من مفصل الورك، و ينتهي إلى آخر القدم وراء الكعب، من الجانب الوحشي فيما بين عظم الساق و الوتر.

و أما المعنى الطبي فقد تقدم أن كلام رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) نوعان: أحدهما عام بحسب الأزمان، و الأماكن، و الأشخاص، و الأحوال.

و الثاني خاص بحسب هذه الأمور أو بعضها، و هذا من هذا القسم، فإن هذا خطاب للعرب، و أهل الحجاز، و من جاورهم، و لا سيما أعراب البوادي، فإن هذا العلاج من أنفع العلاج لهم، فإن هذا المرض يحدث من يبس، و قد يحدث من مادة غليظة لزجة، فعلاجها بالاسهال و الألية فيها الخاصيتان الإنضاج، و التليين، ففيها الإنضاج، و الإخراج. و هذا المرض يحتاج علاجه إلى هذين الأمرين، و في تعيين الشاة الأعرابية لقلة فضولها، و صغر مقدارها، و لطف جوهرها، و خاصية مرعاها لأنها ترعى أعشاب البر الحارة، كالشّيح، و القيصوم، و نحوهما، و هذه النباتات إذا تغذّى بها الحيوان، صار في لحمه من طبعها بعد أن يلطّفها تغذية بها، و يكسبها مزاجا ألطف‌


[1] أخرجه ابن ماجه في الطب‌

نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 55
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست