نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية جلد : 1 صفحه : 316
فقد أوجدناك أصول الطب الثلاثة في القرآن، و كيف تنكر ان تكون شريعة المبعوث بصلاح الدنيا و الآخرة مشتملة على صلاح الأبدان، كاشتمالها على صلاح القلوب، و أنها مرشدة الى حفظ صحتها، و دفع آفاتها بطرق كلية قد وكل تفصيلها الى العقل الصحيح، و الفطرة السليمة بطريق القياس و التنبيه و الإيماء، كما هو في كثير من مسائل فروع الفقه، و لا تكن ممن إذا جهل شيئا عاداه.
و لو رزق العبد تضلعا من كتاب اللّه و سنة رسوله، و فهما تاما في النصوص و لوازمها، لاستغنى بذلك عن كلّ كلام سواه، و لاستنبط جميع العلوم الصحيحة منه.
فمدار العلوم كلها على معرفة اللّه و أمره و خلقه، و ذلك مسلّم إلى الرسل (صلوات اللّه عليهم و سلامه)، فهم أعلم الخلق باللّه و أمره و خلقه و حكمته في خلقه و أمره.
و طب أتباعهم: أصحّ و أنفع من طب غيرهم. و طب أتباع خاتمهم و سيدهم و إمامهم محمد بن عبد اللّه (صلوات اللّه و سلامه عليه و عليهم): أكمل الطب و أصحّه و أنفعه، و لا يعرف هذا إلا من عرف طبّ الناس سواهم و طبّهم، ثم وازن بينهما، فحينئذ يظهر له التفاوت، و هم أصحّ الأمم عقولا و فطرا، و أعظمهم علما، و أقربهم في كل شيء إلى الحق لأنهم خيرة اللّه من الأمم، كما أن؟؟؟ رسولهم خيرته من الرسل. و العلم الذي وهبهم إياه، و الحلم و الحكمة أمر لا يدانيهم فيه غيرهم، و قد روى الإمام أحمد في «مسنده»: من حديث بهز بن حكيم، عن أبيه، عن
نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية جلد : 1 صفحه : 316