نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية جلد : 1 صفحه : 303
و ثمرها يؤكل رطبا و يابسا، و بلحا و يانعا، و هو غذاء و دواء و قوت و حلوى، و شراب و فاكهة، و جذوعها للبناء و الآلات و الأواني، و يتخذ من خوصها الحصر و المكاتل و الأواني و المراوح، و غير ذلك، و من ليفها الحبال و الحشايا و غيرها، ثم آخر شيء نواها علف للإبل، و يدخل في الأدوية و الأكحال، ثم جمال ثمرتها و نباتها و حسن هيئتها، و بهجة منظرها، و حسن نضد ثمرها، و صنعته و بهجته، و مسرة النفوس عند رؤيته، فرؤيتها مذكّرة لفاطرها و خالقها، و بديع صنعته، و كمال قدرته، و تمام حكمته، و لا شيء أشبه بها من الرجل المؤمن، إذ هو خير كلّه، و نفع ظاهر و باطن.
و هي الشجرة التي حنّ جذعها الى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) لما فارقه شوقا الى قربه، و سماع كلامه، و هي التي نزلت تحتها مريم لما ولدت عيسى (عليه السّلام)، و قد ورد في حديث في إسناده نظر: أكرموا عمّاتكم النّخلة، فإنّها خلقت من الطّين الذّي خلق منه آدم.» [1].
و قد اختلف الناس في تفضيلها على الحبلة أو بالعكس على قولين، و قد قرن اللّه بينهما في كتابه في غير موضع، و ما أقرب أحدهما من صاحبه، و إن كان كلّ واحد منهما في محل سلطانه و منبته، و الأرض التي توافقه أفضل و أنفع.
نرجس: فيه حديث لا يصح: «عليكم بشمّ النّرجس فإنّ في القلب حبّة الجنون و الجذام و البرص، لا يقطعها إلا شمّ النّرجس» [2].
و هو حار يابس في الثانية، و أصله يدمل القروح الغائرة الى العصب، و له قوة غسّالة جالية جابذة، و إذا طبخ و شرب ماؤه، أو أكل مسلوقا، هيج القيء، و جذب الرطوبة من قعر المعدة، و إذا طبخ مع الكرسنّة و العسل، نقى أوساخ القروح، و فجر الدّبيلات العسرة النضج.