نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية جلد : 1 صفحه : 262
قال من رجح الغيث الشتوي: حرارة الشمس تكون حينئذ أقلّ، فلا تجتذب من ماء البحر إلا ألطفه، و الجوّ صاف و هو خال من الأبخرة الدخانية، و الغبار المخالط للماء، و كلّ هذا يوجب لطفه و صفاءه، و خلوه من مخالط.
قال من رجح الربيعي: الحرارة توجب تحلل الأبخرة الغليظة، و توجب رقة الهواء و لطافته، فيخفّ بذلك الماء، و تقلّ أجزاؤه الأرضية، و تصادف وقت حياة النبات و الأشجار و طيب الهواء.
و ذكر الشافعي (رحمه اللّه) عن أنس بن مالك رضي اللّه عنهما، قال: كنّا مع رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم)، فأصابنا مطر، فحسر رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) ثوبه، و قال: «إنّه حديث عهد بربه» [1]، و قد تقدم في هديه في الاستسقاء ذكر استمطاره (صلى اللّه عليه و سلم)، و تبركه بماء الغيث عند أول مجيئه.
حرف الفاء
فاتحة الكتاب: و أم القرآن، و السبع المثاني، و الشفاء التام، و الدواء النافع، و الرّقية التامة، و مفتاح الغنى و الفلاح، و حافظة القوة، و دافعة الهم و الغم و الخوف و الحزن لمن عرف مقدارها و أعطاها حقّها، و أحسن تنزيلها على دائه، و عرف وجه الاستشفاء و التداوي بها، و السرّ الذي لأجله كانت كذلك.
و لما وقع بعض الصحابة على ذلك، رقى بها اللديغ، فبرأ لوقته، فقال له النبي (صلى اللّه عليه و سلم): «و ما أدراك أنّها رقية».
و من ساعده التوفيق، و أعين بنور البصيرة حتى وقف على أسرار هذه السورة، و ما اشتملت عليه من التوحيد، و معرفة، الذات و الأسماء و الصفات و الأفعال، و إثبات الشرع و القدر و المعاد، و تجريد توحيد الربوبية و الإلهية، و كمال