نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية جلد : 1 صفحه : 258
عن النبي (صلى اللّه عليه و سلم) أنه قال: «من تصبح بسبع تمرات عجوة، لم يضرّه ذلك اليوم سمّ و لا سحر».
و في «سنن النسائي» و ابن ماجه: من حديث جابر، و أبي سعيد رضي اللّه عنهما، عن النبي (صلى اللّه عليه و سلم): «العجوة من الجنّة، و هي شفاء من السّمّ، و الكمأة من المنّ، و ماؤها شفاء للعين» [1].
و قد قيل: إن هذا في عجوة المدينة، و هي أحد أصناف التمر بها، و من أنفع تمر الحجاز على الإطلاق، و هو صنف كريم، ملذذ، متين للجسم و القوة، من ألين التمر و أطيبه و ألذه، و قد تقدم ذكر التمر و طبعه و منافعه في حرف التاء، و الكلام على دفع العجوة للسم و السحر، فلا حاجة لإعادته.
عنبر تقدم في «الصحيحين» من حديث جابر، في قصة أبي عبيدة، و أكلهم من العنبر شهرا، و أنهم تزوّدوا من لحمه و شائق إلى المدينة، و أرسلوا منه إلى النبي (صلى اللّه عليه و سلم)، و هو أحد ما يدل على أن إباحة ما في البحر لا يختص بالمسك، و على أن ميتته حلال، و اعترض على ذلك بأن البحر ألقاه حيّا، ثم جزر عنه الماء، فمات، و هذا حلال، فإن موته بسبب مفارقته للماء، و هذا لا يصحّ، فإنهم إنما وجدوه ميتا بالساحل، و لم يشاهدوه قد خرج عنه حيا، ثم جزر عنه الماء.
و أيضا: فلو كان حيا لما ألقاه البحر الى ساحله، فإنه من المعلوم أن البحر إنما يقذف إلى ساحله الميت من حيواناته لا الحيّ منها.
و أيضا: فلو قدّر احتمال ما ذكروه لم يجز أن يكون شرطا في الإباحة، فإنه لا يباح الشيء مع الشك في سبب إباحته، و لهذا منع النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) من أكل الصيد إذا وجده الصائد غريقا في الماء للشك في سبب موته، هل هو الآلة أم الماء؟.
و أما العنبر الذي هو أحد أنواع الطيب، فهو من أفخر انواعه بعد المسك،