نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية جلد : 1 صفحه : 239
الحمرة، و النملة، و القروح الوسخة، و الشّرى، و يمنع العرق، و منافعه أضعاف ما ذكرنا.
زبد: روى أبو داود في «سننه»، عن ابني بسر السّلميين رضي اللّه عنهما قالا:
دخل علينا رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم)، فقدّمنا له زبدا و تمرا، و كان يحبّ الزّبد و التّمر [1].
الزبد حار رطب، فيه منافع كثيرة، منها الإنضاج و التحليل، و يبرئ الأورام التي تكون إلى جانب الأذنين و الحالبين، و أورام الفم، و سائر الأورام التي تعرض في أبدان النساء و الصبيان إذا استعمل وحده، و إذا لعق منه، نفع من نفث الدم الذي يكون من الرئة، و أنضج الأورام العارضة فيها.
و هو ملين للطبيعة و العصب و الأورام الصلبة العارضة من المرة السوداء و البلغم، نافع من اليبس العارض في البدن، و إذا طلي به على منابت أسنان الطفل، كان معينا على نباتها و طلوعها، و هو نافع من السعال العارض من البرد و اليبس، و يذهب القوباء و الخشونة التي في البدن، و يلين الطبيعة، و لكنه يضعف شهوة الطعام، و يذهب بوخامته الحلو، كالعسل و التمر، و في جمعه (صلى اللّه عليه و سلم) بين التمر و بينه من الحكمة إصلاح كل منهما بالآخر.
زبيب: روي فيه حديثان لا يصحّان. أحدهما: «نعم الطعام الزبيب يطيب النّكهة، و يذيب البلغم». و الثاني: نعم الطعام الزبيب يذهب النصب، و يشدّ العصب، و يطفئ الغضب، و يصفّي اللون، و يطيب النكهة». و هذا أيضا لا يصح فيه شيء عن رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم).
و بعد: فأجود الزبيب ما كبر جسمه، و سمن شحمه و لحمه، ورق قشره، و نزع عجمه، و صغر حبّه.
و جرم الزبيب حار رطب في الأولى، و حبّه بارد يابس، و هو كالعنب المتّخذ