نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية جلد : 1 صفحه : 223
حرف الحاء
أحناء: قد تقدمت الأحاديث، و ذكر منافعه، فأغنى عن إعادته.
حبة السوداء: ثبت في «الصحيحين»: من حديث أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه، أن رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) قال: «عليكم بهذه الحبّة السّوداء، فإنّ فيها شفاء من كلّ داء إلا السّام». و السّام: الموت [1].
الحبة السوداء: هي الشّونيز في لغة الفرس، و هي الكمّون الأسود، و تسمّى الكمون الهندي، قال الحربي، عن الحسن: إنها الخردل، و حكى الهروي: أنها الحبة الخضراء ثمرة البطم، و كلاهما و هم، و الصواب: أنها الشّونيز.
و هي كثيرة المنافع جدا، و قوله: «شفاء من كل داء»، مثل قوله تعالى: تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّها[2] أي: كلّ شيء بقبل التدمير و نظائره، و هي نافعة من جميع الأمراض الباردة، و تدخل في الأمراض الحارة اليابسة بالعرض، فتوصل قوى الأدوية الباردة الرطبة إليها بسرعة تنفيذها إذا أخذ يسيرها.
و قد نص صاحب «القانون» و غيره على الزعفران في قرص الكافور لسرعة تنفيذه و إيصاله قوته، و له نظائر يعرفها حذّاق الصّناعة، و لا تستبعد منفعة الحار في أمراض حارة بالخاصية، فإنك تجد ذلك في أدوية كثيرة، منها: الأنزروت و ما يركّب معه من أدوية الرمد، كالسكر و غيره من المفردات الحارة، و الرمد ورم حار باتفاق الأطباء، و كذلك نفع الكبريت الحار جدا من الجرب.
و الشونيز حار يابس في الثالثة، مذهب للنفخ، مخرج لحب القرع، نافع من البرص و حمى الرّبع و البلغمية مفتح للسّدد، و محلّل للرياح، مجفّف لبلّة المعدة و رطوبتها. و ان دقّ و عجن بالعسل، و شرب بالماء الحار، أذاب الحصاة التي تكون