responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 205

علاجه، كما ثبت في «الصحيحين». من حديث ابن مسعود رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم): «يا معشر الشّباب من استطاع منكم الباءة فليتزوّج، و من لم يستطع فعليه بالصّوم، فإنّه له و جاء». فدل المحبّ على علاجين:

أصلي، و بدلي. و أمره بالأصلي، و هو العلاج الذي وضع لهذا الداء، فلا ينبغي العدول عنه إلى غيره ما وجد إليه سبيلا.

و روى ابن ماجه في «سننه» عن ابن عباس رضي اللّه عنهما، عن النبي (صلى اللّه عليه و سلم) أنه قال: «لم نر للمتحابّين مثل النّكاح». و هذا هو المعنى الذي أشار إليه سبحانه عقيب إحلال النساء حرائرهن و إمائهن عند الحاجة بقوله: يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَ خُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً [النساء: 28]. فذكر تخفيفه في هذا الموضع، و إخباره عن ضعف الإنسان يدل على ضعفه عن احتمال هذه الشهوة، و أنه- سبحانه- خفّف عنه أمرها بما أباحه له من أطايب النساء مثنى و ثلاث و رباع، و أباح له ما شاء مما ملكت يمينه، ثم أباح له أن يتزوّج بالإماء إن احتاج إلى ذلك علاجا لهذه الشهوة، و تخفيفا عن هذا الخلق الضعيف، و رحمة به.

فصل‌

و إن كان لا سبيل للعاشق إلى وصال معشوقه قدرا أو شرعا، أو هو ممتنع عليه من الجهتين، و هو الداء العضال، فمن علاجه إشعار نفسه اليأس منه، فإن النفس متى يئست من الشي‌ء، استراحت منه، و لم تلتفت إليه، فإن لم يزل مرض العشق مع اليأس، فقد انحرف الطبع انحرافا شديدا، فينتقل إلى علاج آخر، و هو علاج عقله بأن يعلم بأن تعلّق القلب بما لا مطمع في حصوله نوع من الجنون، و صاحبه بمنزلة من يعشق الشمس، و روحه متعلقة بالصعود إليها و الدوران معها في فلكها، و هذا معدود عند جميع العقلاء في زمرة المجانين.

و إن كان الوصال متعذرا شرعا لا قدرا، فعلاجه بأن ينزله منزلة المتعذر قدرا، إذ ما لم يأذن فيه اللّه، فعلاج العبد و نجاته موقوف على اجتنابه، فليشعر نفسه أنه معدوم ممتنع لا سبيل له إليه، و أنه بمنزلة سائر المحالات، فإن لم تجبه‌

نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 205
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست