نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية جلد : 1 صفحه : 204
إلا لعارض يزيلها، و محبة العشق من هذا النوع، فإنها استحسان روحاني، و امتزاج نفساني، و لا يعرض في شيء من أنواع المحبة من الوسواس و النحول، و شغل البال، و التلف ما يعرض من العشق.
فإن قيل: فإذا كان سبب العشق ما ذكرتم من الاتصال و التناسب الروحاني، فما باله لا يكون دائما من الطرفين، بل تجده كثيرا من طرف العاشق وحده، فلو كان سببه الاتصال النفسي و الامتزاج الروحاني، لكانت المحبة مشتركة بينهما.
فالجواب: أن السبب قد يتخلّف عنه مسبّبه لفوات شرط، أو لوجود مانع، و تخلّف المحبة من الجانب الآخر لا بد أن يكون لأحد ثلاثة أسباب:
الأول: علة في المحبة، و أنها محبة عرضية لا ذاتية، و لا يجب الاشتراك في المحبة العرضية، بل قد يلزمها نفرة من المحبوب.
الثاني: مانع يقوم بالمحب يمنع محبوبه له، إما في خلقه، أو في خلقه أو هديه أو فعله، أو هيئته أو غير ذلك.
الثالث: مانع يقوم بالمحبوب يمنع مشاركته للمحب في محبته، و لو لا ذلك المانع، لقام به من المحبة لمحبه مثل ما قام بالآخر، فإذا انتفت هذه الموانع، و كانت المحبة ذاتية، فلا يكون قط إلا من الجانبين، و لو لا مانع الكبر و الحسد، و الرئاسة و المعاداة في الكفار، لكانت الرسل أحبّ إليهم من أنفسهم و أهليهم و أموالهم، و لما زال هذا المانع من قلوب أتباعهم، كانت محبتهم لهم فوق محبة الأنفس و الأهل و المال.
فصل
و المقصود: أن العشق لما كان مرضا من الأمراض، كان قابلا للعلاج، و له أنواع من العلاج، فإن كان مما للعاشق سبيل إلى وصل محبوبه شرعا و قدرا، فهو
نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية جلد : 1 صفحه : 204