responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 196

رجلا سأل النبي (صلى اللّه عليه و سلم) عن إتيان النساء في أدبارهن، فقال: «حلال»، فلما ولى، دعاه فقال: «كيف قلت، في أيّ الخربتين، أو في أي الخرزتين، أو في أي الخصفتين أمن دبرها في قبلها؟ فنعم. أم من دبرها في دبرها، فلا، إن اللّه لا يستحيي من الحق، لا تأتوا النساء في أدبارهنّ» [1].

قال الربيع: فقيل للشافعي: فما تقول؟ فقال: عمي ثقة، و عبد اللّه بن علي ثقة، و قد أثنى على الأنصاري خيرا، يعني عمرو بن الجلاح، و خزيمة ممن لا يشك في ثقته، فلست أرخص فيه، بل أنهى عنه.

قلت: و من هاهنا نشأ الغلط على من نقل عنه الإباحة من السلف و الأئمة، فإنهم أباحوا أن يكون الدّبر طريقا إلى الوطء في الفرج، فيطأ من الدبر لا في الدبر، فاشتبه على السامع «من» ب «في» و لم يظن بينهما فرقا، فهذا الذي أباحه السلف و الأئمة، فغلط عليهم الغالط أقبح الغلط و أفحشه.

و قد قال تعالى: فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ‌ قال مجاهد: سألت ابن عبّاس عن قوله تعالى: فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ‌، فقال: تأتيها من حيث أمرت أن تعتزلها يعني في الحيض. و قال علي بن أبي طلحة عنه، يقول: في الفرج، و لا تعده إلى غيره.

و قد دلت الآية على تحريم الوطء في دبرها من وجهين: أحدهما: أنه أباح إتيانها في الحرث، و هو موضع الولد لا في الحشّ الذي هو موضع الأذى، و موضع الحرث هو المراد من قوله: (من حيث أمركم اللّه) قال: فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ‌ و إتيانها في قلبها من دبرها مستفاد من الآية أيضا لأنه قال: أنى شئتم، أي: من أين شئتم من أمام أو من خلف. قال ابن عباس: فأتوا حرثكم، يعني: الفرج.

و إذا كان اللّه حرّم الوطء في الفرج لأجل الأذى العارض، فما الظنّ بالحشّ الذي هو محل الأذى اللازم مع زيادة المفسدة بالتعرض لانقطاع النسل و الذريعة القريبة جدا من أدبار النساء إلى أدبار الصبيان.


[1] أخرجه ابن حبان.

نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 196
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست