responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 15

قيل: فهل تقبل هذا الاحتجاج من عبدك، و ولدك، و أجيرك إذا احتج به عليك فيما أمرته به، و نهيته عنه فخالفك؟ فإن قبلته، فلا تلم من عصاك، و أخذ مالك، و قذف عرضك، و ضيّع حقوقك. و إن لم تقبله، فكيف يكون مقبولا منك في دفع حقوق اللّه عليك. و قد روي في أثر إسرائيلي: أن إبراهيم الخليل قال؛ يا ربّ ممن الدّاء؟ قال: «مني». قال: «فممّن الدّواء؟»؟ قال: «مني». قال:

فما بال الطبيب؟، قال: «رجل أرسل الدّواء على يديه».

و في قوله (صلى اللّه عليه و سلم) «لكل داء دواء»، تقوية لنفس المريض و الطبيب، و حث على طلب ذلك الدواء و التفتيش عليه، فإن المريض اذا استشعرت نفسه أن لدائه دواء يزيله، تعلّق قلبه بروح الرجاء، و بردت عنده حرارة اليأس، و انفتح له باب الرجاء، متى قويت نفسه انبعثت حرارته الغريزية، و كان ذلك سببا لقوة الأرواح الحيوانية و النفسانية و الطبيعية، و متى قويت هذه الأرواح، قويت القوى التي هي حاملة لها، فقهرت المرض و دفعته.

و كذلك الطبيب اذا علم ان لهذا الداء دواء امكنه طلبه و التفتيش عليه.

و أمراض الأبدان على وزان امراض القلوب، و ما جعل اللّه للقلب مرضا إلا جعل له شفاء بضده، فإن علمه صاحب الداء و استعمله، و صادف داء قلبه، أبرأه بإذن اللّه تعالى.

فصل في هديه (صلى اللّه عليه و سلم) في الاحتماء من التخم‌

، و الزيادة في الأكل على قدر الحاجة، و القانون الذي ينبغي مراعاته في الأكل و الشرب.

في «المسند» و غيره: عنه (صلى اللّه عليه و سلم) أنه قال: «ما ملأ آدميّ وعاء شرا من بطن، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا بدّ فاعلا، فثلث لطعامه، و ثلث لشرابه، و ثلث لنفسه» [1].


[1] أخرجه الإمام أحمد و النسائي في كتاب الزهد، و ابن ماجه في الأطعمة و الحاكم في الأطعمة عن المقدام بن معد يكرب. قال الحاكم هو صحيح. و قال ابن حجر في فتح الباري: حديث حسن.

نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 15
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست