نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية جلد : 1 صفحه : 146
و أوائلها و مبادئها، و أما النظر الثاقب الذي يخرق حجب العاجلة، و يجاوزه إلى العواقب و الغايات، فله شأن آخر.
فادع نفسك إلى ما أعد اللّه لأوليائه و أهل طاعته من النعيم المقيم، و السعادة الأبدية، و الفوز الأكبر، و ما أعدّ لأهل البطالة و الإضاعة من الخزي و العقاب و الحسرات الدائمة، ثم اختر أيّ القسمين أليق بك، و كلّ يعمل على شاكلته، و كلّ أحد يصبو إلى ما يناسبه، و ما هو الأولى به، و لا تستطل هذا العلاج، فشدة الحاجة إليه من الطبيب و العليل دعت إلى بسطه، و باللّه التوفيق.
فصل في هديه (صلى اللّه عليه و سلم) في علاج الكرب و الهم و الغم و الحزن
أخرجا في «الصحيحين» من حديث ابن عباس، أن رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) كان يقول عند الكرب: «لا إله إلا اللّه العظيم الحليم، لا إله إلّا اللّه ربّ العرش العظيم، لا إله إلّا اللّه ربّ السماوات السّبع، و ربّ الأرض ربّ العرش الكريم» [1].
و في «جامع الترمذي» عن أنس، أن رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم)، كان إذا حزبه أمر، قال: «يا حيّ يا قيّوم برحمتك أستغيث» [2]
و فيه: عن أبي هريرة، أن النبي (صلى اللّه عليه و سلم)، كان إذا أهمّه الأمر، رفع طرفه إلى السماء فقال: «سبحان اللّه العظيم»، و إذا اجتهد في الدعاء قال: «يا حيّ يا قيّوم» [3].
و في «سنن أبي داود» عن أبي بكرة، أن رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) قال: «دعوات المكروب: اللّهمّ رحمتك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، و أصلح لي شأني كلّه، لا إله إلا أنت» [4]-
[1] أخرجه البخاري في الدعوات، و مسلم في الذكر و الدعاء.