نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية جلد : 1 صفحه : 114
و قالت فرقة أخرى: بل بعضها محفوظ، و بعضها غير محفوظ، و تكلمات في حديث «لا عدوى»، و قالت: قد كان أبو هريرة يرويه أولا، ثم شكّ فيه فتركه، و راجعوه فيه، و قالوا: سمعناك تحدّث به، فأبى أن يحدّث به.
قال أبو سلمة: فلا أدري، أنسي أبو هريرة، أم نسخ أحد الحديثين الآخر؟
و أما حديث جابر: أن النبي (صلى اللّه عليه و سلم) أخذ بيد مجذوم، فأدخلها معه في القصعة، فحديث لا يثبت و لا يصحّ، و غاية ما قال فيه الترمذي: إنه غريب، لم يصححه و لم يحسنه. و قد قال شعبة و غيره: اتقوا هذه الغرائب. قال الترمذي: و يروى هذا من فعل عمر، و هو أثبت، فهذا شأن هذين الحديثين اللذين عورض بهما أحاديث النهي، أحدهما: رجع أبو هريرة عن التحديث به و أنكره، و الثاني: لا يصحّ عن رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم)، و اللّه أعلم، و قد أشبعنا الكلام في هذه المسألة في كتاب «المفتاح» بأطول من هذا، و باللّه التوفيق.
فصل في هديه (صلى اللّه عليه و سلم) في المنع من التداوي بالمحرمات
روى أبو داود في «سننه» من حديث أبي الدرداء رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم): «إنّ اللّه أنزل الدّاء و الدّواء، و جعل لكلّ داء دواء، فتداووا، و لا تداووا بالمحرّم» [1].
و ذكر البخاري في «صحيحه» عن ابن مسعود: إن اللّه لم يجعل شفاءكم فيما حرّم عليكم [2].
و في «السنن»: عن أبي هريرة، قال: نهى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) عن الدواء الخبيث [3].
[2] أخرجه الطبراني في الكبير، و أخرجه البخاري تعليقا في الطب. و وصله الطبراني بإسناد رجاله رجال الصحيح، و أخرجه أحمد و ابن حبان في صحيحه و البزار و أبو يعلى و رجال أبي يعلى ثقات.
[3] أخرجه أبو داود و الترمذي و ابن ماجه و أحمد. و سنده قوي
نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية جلد : 1 صفحه : 114