نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية جلد : 1 صفحه : 106
هؤلاء كلهم، كما تقدم، و تخصيص الناس له ببعض أنواع الأطباء عرف حادث، كتخصيص لفظ الدابة بما يخصّها به كلّ قوم.
فصل
و الطبيب الحاذق: هو الذي يراعي في علاجه عشرين أمرا:
أحدها: النظر في نوع المرض من أي الأمراض هو؟
الثاني: النظر في سببه من أي شيء حدث، و العلة الفاعلة التي كانت سبب حدوثه ما هي؟
الثالث: قوة المريض، و هل هي مقاومة للمرض، أو أضعف منه؟ فإذا كانت مقاومة للمرض، مستظهرة عليه، تركها و المرض، و لم يحرك بالدواء ساكنا.
الرابع: مزاج البدن الطبيعي ما هو؟
الخامس: المزاج الحادث على غير المجرى الطبيعي.
السادس: سن المريض.
السابع: عادته.
الثامن: الوقت الحاضر من فصول السنة و ما يليق به.
التاسع: بلد المريض و تربته.
العاشر: حال الهواء في وقت المرض.
الحادي عشر: النظر في الدواء المضاد لتلك العلة.
الثاني عشر: النظر في قوة الدواء و درجته، و الموازنة بينها و بين قوة المريض.
الثالث عشر: أ لا يكون كل قصده إزالة تلك العلة فقط، بل إزالتها على وجه يأمن معه حدوث أصعب منها، فمتى كان إزالتها لا يأمن معها حدوث علة أخرى أصعب منها، أبقاها على حالها، و تلطيفها هو الواجب، و هذا كمرض أفواه العروق، فإنه متى عولج بقطعه و حبسه خيف حدوث ما هو أصعب منه.
الرابع عشر: أن يعالج بالأسهل فالأسهل، فلا ينتقل من العلاج بالغذاء إلى الدواء إلا عند تعذره، و لا ينتقل إلى الدواء المركب إلا عند تعذر الدواء البسيط فمن حذق الطبيب علاجه بالأغذية بدل الأدوية، و بالأدوية البسيطة بدل المركبة
نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية جلد : 1 صفحه : 106