responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشيعة: نص الحوار مع المستشرق كوربان نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 228

الحكم، و إبان بن تغلب و غيرهما، حيث كانوا يتّصلون مع الجميع، بكل انواع الصلات التي تندرج تحت عنوان العلم و التبليغ.

هذه مسائل تتسم بغاية الوضوح لكل من يعود الى تأريخ صدر الاسلام.

ان تواجد عشرات الملايين من الشيعة في وقتنا الراهن و امتدادهم ما بين المشرق و المغرب، و حضورهم في أقطار الارض، لم يكن ثمرة لنفر قليل من حواريي أمير المؤمنين علي (عليه السلام) و بالتالي فان هذا الامتداد الشيعي لم يوجد كأثر لاعتزال الامام علي (عليه السلام) و لا لاقتصار عشرته على المؤمنين المتقين و حسب، و إنما جاء ثمرة للعمل الدعوي-التبليغي الذي مارسه عالم التشيّع مع محيطه الخارجي، و مع جميع طبقات الناس و فئاتهم تأسّيا بسيرة النبي الأكرم و أمير المؤمنين و أولاده الطاهرين، و اقتداء بها.

ثم ان اصول الناموس العام الحاكم في عالم الوجود تقضي بمثل هذه السيرة.

فكل واقعة و ظاهرة تنتخب-بهداية جهاز الوجود-مجالا يؤمّن لها البقاء و يحفظ لها الوجود، و يكون في الوقت نفسه متّسقا مع بنيتها الوجودية، حتى اذا ما استقرت في محيطها المناسب، و توفرت على قاعدة ملائمة لوجودها، تبدأ بالاتصال بالمحيط الخارجي سعيا وراء ايجاد محيط أوسع لحياتها.

هذا الناموس العام يجري في الجميع دون استثناء بدءا من ادنى افق الجمادات صعودا الى اعلى افق في خطّ الاحياء؛ و الذي نطلق عليه: الافق الانساني. فكل فرد من افراد هذه الانواع التي لا تعدّ و لا تحصى، ينشد أوّلا محيطه المناسب، و حين يهتدي إليه، يظهر ميلا الى افراد جنسه، ثم يدخل في علاقة مع محيطه الخارجي تقوم على قاعدة الفعل و الانفعال، تهدف الى توسيع محيط حياته،

نام کتاب : الشيعة: نص الحوار مع المستشرق كوربان نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 228
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست