responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشيعة: نص الحوار مع المستشرق كوربان نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 227

و احترزوا عن الدنيا و ابتعدوا عن اهل الفسوق و الفجور، و حصروا رفقتهم بأهل الصلاح و أرباب السداد. و لكن يجب ان لا يقع الخلط بين «الرفقة و المعاشرة» و بين «الدعوة» ، كما يجب التمييز بين مجال الحياة اليومية و بين مجال البحث و التعليم و التربية.

و اذا كنّا ننظر بعين الاحترام الى سلفنا الصالح، فان الباعث لذلك هو انطباق هذه السيرة و المنهج، مع سيرة النبي الاكرم (صلى اللّه عليه و آله و سلم) و اهل بيته الكرام (عليهم السلام) . و سيرة رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله و سلم) تحكي انه كان يتصل بجميع الطبقات حتى مع أمثال ابي جهل و الوليد، مع ان القرآن دمغهم بالكفر و نصّ بصريح العبارة على عدم نفوذ الدعوة الى قلوبهم، حيث يقول تعالى:

«إِنَّ اَلَّذِينَ كَفَرُوا سَوََاءٌ عَلَيْهِمْ أَ أَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لاََ يُؤْمِنُونَ» .

اجل؛ ان هداية اهل الاستعداد و جذبهم، لم يمثل الهدف الوحيد للاسلام، بل ان هناك في عداد مقاصده العالية اتمام الحجة و إعلاء كلمة الحق. و على هذا لم يكن النبي الاكرم (صلى اللّه عليه و آله و سلم) على استعداد ابدا ان يكون الدين الذي اتى به ضحية الاقاويل و الاغاليط، و لم يكن ليصرف النظر عن إحياء كلمة الحق، فيسكت على اعتراضات المعترضين و افتراءاتهم، و يترك لهم الميدان ليقولوا ما يشاءون، بذريعة عدم وجود أمل بالهداية.

و على هذا كانت سيرة اهل بيته الكرام، الذين لم يحترزوا من الاتصال مع جميع طبقات الناس و فئاتهم، حتى في المواطن التي لم يكن ثمة أثر فيها، سوى إتمام الحجة.

و هكذا كانت سيرة المتكلمين و العلماء من أصحابهم، أمثال هشام بن‌

نام کتاب : الشيعة: نص الحوار مع المستشرق كوربان نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 227
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست