responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشيعة في مسارهم التاريخي نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 72

زمن معاوية بعد موت الحسن، فقتلت شيعتنا بكلّ بلدة، و قطّعت الأيدي و الأرجل على الظنة، و صار من ذكر بحبنا و الانقطاع إلينا سجن أو نهب ماله أو دهمت داره، ثم لم يزل البلاء يشتدّ و يزداد إلى زمان عبيد اللّه بن زياد قاتل الحسين، ثم جاء الحجاج فقتلهم كلّ قتلة و أخذهم بكلّ ظنة و تهمة، حتّى أن الرجل ليقال له زنديق أو كافر أحبّ إليه من أن يقال شيعة عليّ.

قال: و روى أبو الحسن علي بن محمد بن أبي سيف المدايني في كتاب الأحداث‌ [1] ، قال:

كتب معاوية نسخة واحدة إلى عماله بعد عام الجماعة: أن برئت الذمة ممن روى شيئا من فضل أبي تراب و أهل بيته، فقامت الخطباء في كلّ كورة و على كلّ منبر يلعنون عليّا و يبرؤون منه، و يقعون فيه و أهل بيته، و كان أشدّ النّاس بلاء حينئذ أهل الكوفة لكثرة من بها من شيعة عليّ عليه السّلام فاستعمل عليهم زياد بن سمية و ضم إليه البصرة، و كان يتتبع الشيعة و هو بهم عارف لأنه كان منهم أيام عليّ عليه السّلام فقتلهم تحت كلّ حجر و مدر، و أخافهم و قطع الأيدي و الأرجل، و سمل العيون، و صلبهم على جذوع النخل، و طردهم و شرّدهم عن العراق، فلم يبق بها معروف منهم.

و كتب معاوية إلى عماله في جميع الآفاق: أن لا يجيزوا لأحد من شيعة عليّ و أهل بيته شهادة، و كتب إليهم: أن انظروا من قبلكم من شيعة عثمان و محبّيه و أهل بيته و الّذين يروون فضائله و مناقبه، فادنوا مجالسهم و قرّبوهم و أكرموهم، و اكتبوا إليّ بكلّ ما يروي كلّ رجل منهم و اسمه و اسم أبيه و عشيرته، ففعلوا ذلك حتى أكثروا في فضائل عثمان و مناقبه لما كان يبعثه إليهم معاوية من الصلات و الكساء و الحباء و القطائع و يفيضه في العرب منهم و الموالي، فكثر ذلك في كلّ مصر، و تنافسوا في المنازل و الدنيا، فليس يجي‌ء أحد بخبر مردود من الناس عاملا من عمال معاوية فيروي في عثمان فضيلة أو منقبة إلاّ كتب اسمه و قرّبه و شفّعه، فلبثوا بذلك حينا.


[1] م. ن: 6-8.

نام کتاب : الشيعة في مسارهم التاريخي نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 72
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست