نام کتاب : الشيعة في مسارهم التاريخي نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 1 صفحه : 706
بالمدينة و دفن بها و هو الأصح، و يقال إنّ هذا الّذي يزار بحمص إنما هو قبر خالد ابن يزيد بن معاوية، و هو الّذي بنى القصر بحمص و آثار هذا القصر في غربي الطريق باقية، و بها قبر قنبر مولى عليّ بن أبي طالب، و يقال إن قنبرا قتله الحجاج و قتل ابنه بالكوفة، و بها قبر لأولاد جعفر بن أبي طالب.
قال: و من عجيب ما تأملته من أمر حمص مع فساد هوائها و تربتها اللّذين يفسدان العقل حتى يضرب بحماقتهم المثل أن أشدّ الناس على عليّ بصفين مع معاوية كان أهل حمص، فلما إنقضت تلك الحروب و مضى ذلك الزمان صاروا من غلاة الشيعة حتى أنّ في أهلها كثيرا ممن رأى مذهب النصيرية، فقد التزموا الضلال أولا و أخيرا فليس لهم زمان كانوا فيه على الصواب.
و من شيعتها: ديك الجنّ الحمصي الشاعر المشهور، ثم إنه لم يبق في حمص شيعي من زمان قديم إلاّ النادر أو المستتر، و في عصرنا هذا تشيّع جماعة كثيرون منهم لأنفسهم بأنفسهم، نعم وجد حوالي حمص عدّة قرى أهلها شيعة إمامية منها: الغور بضم الغين، و الدلبوز، و تل الأغر و غيرها، و كان أهل البويضة من قرى حمص شيعة و بسبب الجور لم يبق بها شيعي، و أهلها القدماء الّذين هم في أعلى الجبل يعيّرون إلى اليوم بالتشيّع و هي على جبل أبيض و لذلك سمّيت البويضة، و بعض القرى أخرج أهله الشيعة منها في دولة العثمانيّين قهرا و أسكن فيها بدلهم مهاجرة الجركس، كما يوجد كذلك في قرى حماه منها قرية كبيرة تسمّى (الشيخ علي كيسون) اغتصبها بعض وجهاء حماه، فأجلى أهلها عنها و تشتتوا في البلاد.
الحويزة،
قال ياقوت [1] : تصغير الحوزة و أصله من حازه يحوزه حوزا إذا حصله و المرّة حوزة، و هو موضع حازه دبيس بن عفيف الأسدي في أيام الطائع و نزل فيه بحلّته و بنى فيه أبنية و ليس بدبيس بن مزيد الّذي بنى الحلّة بالجامعين و لكنّه من بني أسد أيضا، و هذا الموضع بين واسط و البصرة و خوزستان في وسط البطائح، و قال في البطيحة: بالفتح ثم الكسر و جمعها بطائح و تبطّح السيل إذا