responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشيعة في مسارهم التاريخي نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 705

و كاد ييبس نخله فجلى أكثر أهله عنه، و كادت الحلّة تخرب فاهتمّت لذلك الدولة العثمانية و انقطع عن خزينتها قسم كبير من الخراج لخراب المزارع فأرسلت المهندسين و البنائين و حشرت الأهلين لعمل سدّ عند بلد المسيب، و جلبت الأحجار في السّفن في الفرات من أرض الحديثة.

و اجتهدت في السدّ بالأحجار و النورة حتى تم السدّ و جرى الماء إلى الحلّة و عاد من نزح منها إليها، فلما زاد الشطّ أيام الربيع نسف ذلك السدّ و عاد إلى أصله فاجتهدت في سدّه ثانيا بما هو أحكم و أتقن من الأول، فوضعت في جانبيه الأخشاب العظيمة المجلوبة من الهند كصواري المراكب و أغرقت بينها السّفن بما فيها من الأحجار و ألقت الصخور العظيمة حتى تم السّد و جعلت له منافذ للماء و عملت وليمة للأمراء و العساكر و جلسوا على السّد يأكلون، فبينا هم كذلك إذ انتسف السدّ بهم و ما خلص من وقع إلاّ بالجهد.

فلما عجزت عن سدّه استدعت مهندس الري الإنكليزي بمصر فحضر و بقي يدرس ذلك نحو سنتين حتى ظنت به الظنون و بعدها حفر حفرا في اليابسة قريبا من الشط حتى وصل إلى الماء ثم نزحه بالآلات الرافعة و بنى هناك سدّا في اليابسة، و جعل له منافذ و أحكم بناءه ما شاء و ربطه بالحديد و الرصاص و غيره و جعل لتلك المنافذ أبوابا من الحديد ترفع بالآلات متى أريد و تنزل، ثم حفر أمام ذلك السدّ و وراءه حتى وصل إلى الشطّ و أجرى فيه الماء، فاستقام و مشت فوقه سكّة الحديد بعد الإحتلال الإنكليزي، و كأنّ الإنكليز كانوا عالمين بأنهم سيحتلون العراق فأوصوه بإحكام الصنعة و دفعت الدولة العثمانية الخرج و أخذه الإنكليز غنيمة باردة إذ لم تطل المدّة على عمارة هذا السدّ حتى وقعت الحرب العامة و احتل الإنكليز العراق، و تشيّع أهل الحلّة مشهور معروف.

حمص:

قال ياقوت‌ [1] : بالكسر ثم السّكون و الصاد مهملة، بلد مشهور كبير مشهور بين دمشق و حلب في نصف الطريق، قال أهل السير: بناها اليونانيون و زيتون فلسطين من غرسهم، و بها قبر خالد بن الوليد و بعضهم يقول إنّه مات


[1] معجم البلدان، ياقوت الحموي: 2/347، رقم: (3914) .

نام کتاب : الشيعة في مسارهم التاريخي نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 705
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست