نام کتاب : الشيعة في مسارهم التاريخي نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 1 صفحه : 690
البصرة:
مدينة بالعراق مصّرها عتبة بن غزوان، و كان في زمن أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام أكثر أهلها عثمانية، و قد حاربه أهلها في وقعة الجمل و خطبهم بعد فتحها فقال من جملة كلام: يا أهل البصرة و يا بقايا ثمود، يا أتباع البهيمة و يا جند المرأة، رغا فاتبعتم، و عقر فانهزمتم، دينكم نفاق و أحلامكم دقاق و ماؤكم زعاق [1] ، و اليوم جلّ أهل البصرة شيعة إمامية مخلصون في ولاء أهل البيت عليهم السّلام.
بعلبك:
قال ياقوت [2] : مدينة قديمة فيها أبنية عجيبة و آثار عظيمة و قصور على أساطين الرخام لا نظير لها في الدنيا، و فيها قلعة يحار العقل في وصفها و إتقان نقوشها و عظم أحجارها و أساطينها، و كانت أولا معبدا و بعد الفتح الإسلامي جعلت قلعة للجند و مسكنا للأمراء و لا يعلم مبدأ تشيّع أهلها، إلاّ أن الشهيد الثاني المقتول سنة (966 هـ) لما أخذ تدريس مدرستها، قال: و كنّا ندرس فيها على المذاهب الخمسة، و عدّ ابن شهراشوب [3] من شعراء الشيعة أبا الغمر عبد الملك البلعلبكي المتوفى (550 هـ) و نيف، و أهلها اليوم جلّهم شيعة كما أن قراها الغالب عليها التشيّع، و فيها السّادة الموسوية من آل المرتضى أهل شرف مشهور و سيادة، و كان في أجدادهم العلماء و الفضلاء كما يدلّ عليه مكتبتهم المتوارثة إلى اليوم الحاوية لجملة من كتب الشيعة الفقهية النادرة، و حكم بلاد بعلبك الأمراء الحرافشة الشيعة مدّة طويلة و كانوا أهل شجاعة و قوة و شدّة سلطان، ثم استولت الدولة العثمانية على إمارتهم و نفتهم إلى بلاد الترك فتترّك أولادهم، و في أيام حكم الحرافشة غلب التشيّع على أهل بعلبك و كان يغلب عليهم قبله التسنّن.
بغداد:
و يقال بغذاذ و بغدان، و تسمّى دار السّلام فأما الزوراء فهي مدينة المنصور خاصة، قيل إسمها فارسي تفسيره (بستان رجل) فباغ البستان و داد إسم رجل أو (أعطى بستانا) فباغ البستان و داد أعطى، و قيل: أهدي لكسرى غلام شرقي يعبد الأصنام فأقطعه مكانه فقال بغ داد أي الصنم أعطاني، بناها المنصور