نام کتاب : الشيعة في مسارهم التاريخي نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 1 صفحه : 642
فضل الشيعة على الأدب العربي و اللّغة العربية
أما في النثر و الكتابة و الخطابة و أدب الكاتب و نحو ذلك فكفاهم أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام إمام البلغاء و سيّد الكتّاب و الخطباء، في خطبه و كتبه و عهوده و وصاياه و كلماته القصيرة التي أعيت الفصحاء و أعجزت البلغاء أن تجاريها، و تعلّم منها كلّ كاتب و خطيب، و تلمذ عليه فيها شيعته و أتباعه، و اقتبسوا و تعلّموا منها و حذوا حذوها و نهجوا نهجها و ارتضعوا من ثديها و شربوا من منهلها، و إن لم يستطع أحد منهم و لا من غيرهم مباراتها و لا مجاراتها، و لا حاجة بنا إلى الإطناب في وصفها كما قال المتنبي:
و إذا استطال الشّيء قام بنفسه # و صفات ضوء الشّمس تذهب باطلا
و قال بعض البلغاء: حفظت كذا و كذا من خطب الأصلع فغاضت ثم فاضت، و عدّه ابن النديم في الفهرست [1] أول الخطباء.
و زوجته الزهراء صاحبة الخطب الجليلة بعد وفاة أبيها صلى اللّه عليه و آله و سلّم و ابنه الحسن عليه السّلام الّذي به اقتدى و له اقتفى، و من خطبه المشهورة خطبته بالكوفة بمحضر معاوية بعد الصلح، و أخوه الحسين عليه السّلام الّذي خطب يوم الطف فلم يسمع متكلم قط قبله و لا بعده أبلغ في منطق منه، حتى قال فيه عدوّه ابن سعد:
كلّموه فإنه ابن أبيه و اللّه لو وقف فيكم هكذا يوما جديدا لما انقطع و لما حصر، و خطب الحسنين عليهما السّلام و مواعظهما و كتبهما قد ملأ ذكرها الأسفار و اشتهرت اشتهار الشمس في رائعة النهار.
و ابنته زينب بنت عليّ عليهما السّلام صاحبة الخطب الجليلة بالكوفة و الشام، و زين العابدين صاحب الخطب المعروفة بالكوفة و الشام و المدينة بعد قتل أبيه، و الأدعية المشهورة ببلاغتها و فصاحتها في الصحيفة الكاملة التي عرفت بقرآن آل محمّد و غيرها.
و تلميذه عبد اللّه بن عباس صاحب المقامات المشهودة في الخطابة و الكتابة