responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشيعة في مسارهم التاريخي نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 633

ذلك برهان أوضح من علم العروض الّذي لا عن حكيم أخذه و لا عن مثال تقدمه و احتذاه، و إنما اخترعه من ممرّ له بالصفارين من وقع مطرقة على طست ليس فيهما حجّة و لا بيان يؤديان إلى غير حليتهما أو يفسران غير جوهرهما، فلو كانت أيامه قديمة و رسومه بعيدة لشك فيه بعض الأمم لصنعته ما لم يصنعه أحد منذ خلق اللّه الدنيا من اختراعه العلم الّذي قدمت ذكره، له كتاب في علم العروض، و في الخلاصة للعلامة [1] : كان أفضل الناس في الأدب، و قوله حجّة فيه، اخترع علم العروض، و فضله أشهر من أن يذكر، و كان إمامي المذهب (175 هـ) .

و ما يحكى عن أحمد بن فارس في كتاب الصاحبي من أن علم العروض كان قديما ثم أتت عليه الأيام، و قلّ في أيدي الناس ثم جدده الخليل مستدلا بقول الوليد بن المغيرة في القرآن: لقد عرضت ما يقرأه محمّد على إقراء الشعر هزجه و رجزه و كذا و كذا فلم أره يشبه شيئا من ذلك، لا يساعد عليه أثر و لا تاريخ و لا إستنباط صحيح، لأن وجود نوع أو أنواع من الشعر تسمّى بالرجز و الهزج و غيرهما عند العرب لا يدلّ على معرفته بالعروض الّذي هو علم ينحصر في خمس دوائر يستخرج منها خمسة عشر وزنا.

و العرب لا شك أنها كانت تعرف أوزان الشعر بالسّليقة و الطبيعة كما يعرفها كثير منّا، و لكن هذا غير معرفة علم العروض كما لا يعرفه كثير منّا مع معرفتنا الأوزان كمعرفتهم، و مجرد كون الوليد سمّى بعض الأوزان الشعرية بأسمائها المعروفة عند العروضيّين لا يدلّ على معرفته بالعروض لجواز كون بعض تلك الأسماء كانت معروفة عند العرب و أخذها العروضيون منهم مثل الرجز و الهزج و غيرهما، و مع ذلك لا تعرف العرب العروض.

و أبو عثمان بكر بن محمّد المازني، له كتاب العروض ذكره في فهرست ابن


[1] الخلاصة، العلاّمة الحلّي: 2/447.

نام کتاب : الشيعة في مسارهم التاريخي نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 633
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست