و من المتكلفين مضافا إلى ما مرّ

حسان بن ثابت، مروان بن أبي حفصة، إبنه محمود، أبو زيد التميمي، منصور الفقيه، المعري-هو أبو العلاء المشهور عصره معلوم كما أن حسانا و منصورا عصرهما معلوم-قال: و ذلك حزب كبير و اللّه المشكور.

و في عدّ حسّان و مروان في شعراء أهل البيت نظر لاشتهارهما بخلاف ذلك إلاّ أن يريد أنهما يتكلفان مدحهم و إن انطووا على خلاف ذلك، كما مدح حسان عليّا عليه السّلام يوم الغدير، لكنه ينافيه أنه عدّ معهم من عرف بالتشيّع نحو أشجع السّلمي، و إبراهيم بن العباس الصولي، و أن مروان لم يؤثر عنه مدح فيهم و الأمر سهل.

مؤلّفو الشيعة في علم العروض‌

أول من اخترعه الخليل بن أحمد و صنّف فيه كتاب الفرش و المثال و هو من علماء الشيعة، قال ابن الأنباري في نزهة الألباء [1] : أول من استخرج علم العروض الخليل، و في بغية الوعاة [2] : الخليل أول من استخرج العروض و حصر أشعار العرب بها، و قال ابن النديم‌ [3] : هو أول من استخرج العروض و حصن به أشعار العرب، و في كشف الظنون‌ [4] عن الفوائد الخاقانية لابن صدر الدين الشرواني، أول من اخترع هذا الفن الإمام الخليل بن أحمد، و قال ابن خلكان‌ [5] :

هو الّذي استنبط علم العروض و أخرجه إلى الوجود، و حصر أقسامه في خمس دوائر يستخرج منها خمسة عشر بحرا، ثم زاد فيه الأخفش بحرا واحدا، ثم حكى ابن خلكان عن حمزة بن الحسن الأصبهاني أنه قال: إنّ دولة الإسلام لم تخرج أبدع للعلوم التي لم يكن لها عند علماء العرب أصول من الخليل، و ليس على

[1] نزهة الألبا، ابن الأنباري: 1/437.

[2] بغية الوعاة، السيوطي: 1/121.

[3] الفهرست، ابن النديم: 217.

[4] كشف الظنون، حاجي خليفة: 2/1133.

[5] وفيات الأعيان، ابن خلكان: 2/244-248 ترجمة رقم: (220) .