نام کتاب : الشيعة في مسارهم التاريخي نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 1 صفحه : 484
مات ابن أبي رافع في أول خلافة عليّ عليه السّلام كما صححه ابن حجر (35 هـ) .
و أما من التابعين و تابعيهم و من بعدهم
فقد ذكر الذهبي في ميزان الإعتدال [1] : إن التشيع قد كثر في التابعين و تابعيهم كثرة مفرطة، فقال في ترجمة أبان بن تغلب بعد ما نقل توثيقه عن جماعة من الأعلام كابن حنبل، و ابن معين، و أبي حاتم: لقائل أن يقول كيف ساغ توثيق مبتدع، و حدّ الثقة العدالة و الإتقان؟و جوابه: إن البدعة ضربان صغرى كغلو التشيع أو التشيع بلا غلو و لا تحرق فهذا كثر في التابعين و تابعيهم مع الدين و الورع و الصدق، فلو ردّ حديث هؤلاء لذهب جملة الآثار النبوية و هذه مفسدة بينة ثم بدعة كبرى إلى آخر كلامه.
و هذه شهادة من هذا الحافظ الكبير بتفرد الشيعة من التابعين و تابعيهم بحفظ جملة الآثار النبوية، و لو كان قد رواها غيرهم لما أوجب ردّ حديثهم ذهاب شيء منها، بل إن أئمة المذاهب الأربعة و أئمة المحدثين قد أخذ أكثرهم عن فقهاء الشيعة، فالإمام أبو حنيفة أخذ عن جعفر الصادق، و إبراهيم بن محمّد بن سمعان المدني الأسلمي مولاهم كان شيخ الإمام الشافعي و كان من الشيعة، و محمّد بن فضيل بن غزوان الضبيّ كان شيخ الإمام أحمد بن حنبل كما مرّ في القرّاء و يأتي في الفقهاء، و عبيد اللّه بن موسى العبسي الكوفي شيخ الإمام البخاري كان من الشيعة كما نصّ عليه السمعاني في الأنساب و الذهبي في المختصر و ميزان الاعتدال و تذكرة الحفاظ، و صاحب كتاب دول الإسلام، و ابن الأثير في الأنساب، و أبو داود، و ابن سعد، و ابن حبان، و يعقوب بن سفيان، و أبو مسلم البغدادي الحافظ، و ابن قانع و السّاجي و غيرهم.
الستّة الآلاف و الستّمائة الكتاب في الحديث للشيعة
و صنّف قدماء الشيعة الإثني عشرية المعاصرين للأئمة من عهد أمير المؤمنين عليه السّلام إلى عهد أبي محمد الحسن العسكري عليه السّلام في الأحاديث