responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشيعة في مسارهم التاريخي نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 46

و حكى المرزباني أيضا في القطعة المذكورة، عن شريك بن عبد اللّه القاضي‌ [1] ، قال: سعي بي إلى المهدي بأني رافضي-إلى أن قال-فقلت: إن كان الرافضي من أحبّ رسول اللّه و عليّا و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السّلام، فأنا أشهد بأن أمير المؤمنين رافضي، أفتبغضهم أنت، قال: معاذ اللّه.

الجعفرية

اشتهر به في هذا العصر أصحابنا الإمامية الاثنا عشرية باعتبار أن مذهبهم في الفروع هو مذهب الإمام جعفر بن محمّد الصّادق عليه السّلام و نسب مذهبهم في الفروع إليه باعتبار أن أكثره مأخوذ عنه و إن كان أخذهم عن أئمة أهل البيت الاثني عشر بالسواء، لكن لمّا كانت الروايات عنه في فروع الفقه أكثر منها عن غيره بكثير لكون عصره في آخر عصر الدولة الأموية عندما بدأت بالضعف و أول عصر الدولة العباسية التي لم يكن قد بدأ فيها التعصب الشديد لكونها دولة هاشمية في أول نشأتها، فكان للأئمة من أهل البيت يومئذ شي‌ء من الحرية و عدم الخوف، فأخذوا في نشر مذهبهم الّذي تلقوه عن جدهم الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و كثرت الرواة عنهم فيه.

أما في عصر المنصور و الرشيد و من ضارعهما من جبابرة ملوكهم فقلّ الرواة عنهم لمكان الضغط و الخوف الشديدين كما في عصر الدولة الأموية إبان قوتها بل أشد، و قال لي عالم من علماء المغاربة بدمشق ينسب إلى الحسن السبط عليه السّلام:

أنا لو علمت مذهب الإمام جعفر الصادق لما عدوته، و لكن لا سبيل لي إلى العلم به لأنّ الشيعة يكذبون في نسبة مذهبهم إليه، فقلت له: من المحقق أن مذهب كلّ شخص يعلم من أتباعه و يؤخذ منهم فكيف علمنا مذهب الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم مما اتفق عليه المسلمون، و علمنا مذهب الإمام أبي حنيفة ما نقله الحنفية عنه، و مذهب الإمام الشافعي مما حكاه الشافعية عنه، و لم نعلم مذهب الإمام جعفر مما رواه شيعته و أتباعه عنه، فقال: لا بد من حكم خارج عن


[1] أبو عبد اللّه النخعي القاضي، أدرك عمر بن عبد العزيز، روى عن جماعة كثيرة، و روى عنه جماعة، و ثقّة يحيى بن معين، ظ: تاريخ بغداد: 9/79، سير أعلام النبلاء: 8/200 ترجمة رقم (37) .

نام کتاب : الشيعة في مسارهم التاريخي نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 46
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست