responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشيعة في مسارهم التاريخي نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 284

نصيحة مهمة يجب درسها و التدبر فيها للمسلمين خصوصا و للعرب عموما

إنّ المسلمين اليوم يقدّرون بثلثمائة و خمسين مليونا منهم تسعون مليونا من الشيعة و الباقون من أهل السنّة و هي قوّة في الكون لا يستهان بها، و لكن تفكك عرى المودّة و الإتفاق و فقد الرابطة بينهم أضعف قوّتهم المعنوية و المادّية فأصبحوا عيالا على غيرهم و فقدوا استقلالهم، و الدول التي لها شبه إستقلال منهم فاقدة للإستقلال الصناعي و الإقتصادي الّذي هو من مقومات الإستقلال في الحكم، و مع هذا كلّه فهم غافلون عن حاضر أمرهم و مستقبله، مشتغلون بالسّفاسف و العداوات المذهبية و الجنسية و الطائفية، متهاونون بأهمّ فروضهم الدينية، مضيّعون لمحاسن دينهم الأخلاقية و الاجتماعية و الإقتصادية التي استفادت منها جميع الأمم و سعدت باتباع بعضها، و إذا حصل لأحدهم شي‌ء من حكم موهوم أو إمارة مستمدة من الغير استأثر بها على إخوانه و أثار أضغانهم و حفائظهم و لم يلتفت إلى أنه بهم حصل له ما بيده و عمّا قليل ينتقل إلى غيره، و أكثر ذوي الملك و الأمارة منهم ينحون نحو العادات الأخرى و يعادون التعاليم الإسلامية و يسعون جهدهم لإبادتها بالقهر و القوّة ظنا منهم أنّ أصحاب الدول يميلون إليهم و يوالونهم بسبب ذلك، و أنهم يذهبون بذلك شوطا بعيدا في اللّحاق بهم و الإقتباس من قوتهم و مدينتهم التي غلبوا بها الأمم.

و هيهات الّذي ظنّوا فإنّ العطف و الحنان و السّيادة و المنعة هي اليوم و قبل اليوم ليست لترك العادات الجميلة و الأخلاق النبيلة و التعاليم الإلهيّة و العدل و الإنصاف، بل من كان ذا قوة نال العطف و الحنان و أحرز السّيادة و المنعة، و من ظنّ إن الأغيار تحترمه و تراعيه و تقرّ به بترك تقاليده الإسلامية فقد ظن خطأ و ارتكب شططا، بل هو يخسر بذلك عطف شعبه و رعيته و لا ينال من غيره إلاّ السّخرية به، فأنتم أيها الأخوان السنيّون كفّوا عن معاداة إخوانكم الشيعة و عن القدح فيهم و تضليلهم و إثارة حفائظهم و الاستئثار عليهم بما هم شركاؤكم فيه، فقد آن لكم أن تعلموا أن الّذي فرّق بينكم و بينهم هو السّياسة ما أوضحناه في البحث السّادس. غ

نام کتاب : الشيعة في مسارهم التاريخي نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 284
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست