نام کتاب : الشيعة في مسارهم التاريخي نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 1 صفحه : 190
الفرس، يقول: ما فضّل العجم على العرب أحد إلاّ و فيه عرق من المجوسية، و لمّا أنشد بعض الشعوبية الصاحب أبياتا يفضل بها العجم على العرب أولها (غنّينا بالطبول عن الطلول) طلب من بديع الزمان الهمذاني-و هو فارسي على الظاهر- أن يعارضه، فعارضه بأبيات أولها (أراك على شفا خطر مهول) .
و قال [1] : العقد الفريد، عن الشعبي قال لمالك بن معاوية: أحذّرك الأهواء المضلّة و شرّها الرافضة، فإنها يهود هذه الأمة، يبغضون الإسلام كما يبغض اليهود النصرانية، و لم يدخلوا في الإسلام رغبة و لا رهبة من اللّه، و لكن مقتا لأهل الإسلام، و بغيا عليهم، و قد حرقهم عليّ بن أبي طالب، و ذلك إن محبة الرافضة محبة اليهود، قالت اليهود: لا يكون الملك إلاّ في آل داود، و قالت الرافضة لا يكون الملك إلاّ في آل عليّ بن أبي طالب، و قالت اليهود لا يكون جهاد حتى يخرج المسيح المنتظر، و قالت الرافضة لا جهاد حتى يخرج المهدي، و اليهود يؤخرون صلاة المغرب حين تشتبك النجوم، و كذلك الرافضة، و اليهود لا ترى الطلاق الثلاث شيئا، و كذا الرافضة، و اليهود لا ترى على النساء عدّة، و كذا الرافضة، و اليهود تستحلّ دم كلّ مسلم، و كذلك الرافضة، و اليهود حرّفوا التوراة، و الرافضة حرفت القرآن، و اليهود تنتقص جبرائيل و تقول هو عدونا من الملائكة، و الرافضة تقول غلط جبرائيل في الوحي إلى محمّد بترك عليّ بن أبي طالب، و اليهود لا تأكل لحم الجزور، و كذلك الرافضة.
و نقول: هذا الكلام لا يحتاج بيان جهل قائله و سخافته و سخافة قائله و ناقله إلى أكثر من ذكره بدون تعليق عليه، و إذا كان صاحب العقد الفريد ينقل في كتابه قول بعضهم إنه يكره الشيعة للشين التي في إسمهم لأنها توجد في الشر و الشؤم، و يصح لغيره أن يقول أكره سواهم للسين التي في إسمهم لوجودها في السّوء و السمّ فليس بعجيب منه أن ينقل مثل هذا الكلام، و لكن العجب من الأستاذ أحمد أمين كيف نقله في كتابه و لوّثه به-و لكننا مع وضوح سخافته تضطرنا الحال إلى التعليق عليه، فالّذين ينبزهم هؤلاء بالرافضة هم أتباع أهل البيت عليهم السّلام و محبوهم