responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشيعة في مسارهم التاريخي نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 188

مما نبعت من الفارسية، لأن مؤسسها عبد اللّه بن سبأ و هو يهودي، و حكى عن الأستاذ (دوزي) إنه يميل إلى أن أساسها فارسي، فالعرب تدين بالحرية و الفرس بالملك و الوراثة في البيت المالك، فأولى الناس بمحمّد ابن عمه عليّ فمن أخذ الخلافة عدّ غاصبا، و قد اعتاد الفرس أن ينظروا إلى الملك نظرة فيها معنى إلهي، فنظروا هذا النظر إلى عليّ و ذرّيته، و قالوا إن طاعة الإمام أول واجب و إن إطاعته إطاعة اللّه.

و قال هو: الّذي أرى-كما يدلّنا التاريخ-إن التشيّع لعليّ بدأ قبل دخول الفرس في الإسلام، و لكن بمعنى ساذج و هو إن عليّا أولى من غيره لكفايته الشخصية و قرابته للنبيّ، و هذا الحزب وجد بعد وفاة النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و نما بمرور الزمان و بالمطاعن في عثمان، و لكن هذا التشيع أخذ صبغة جديدة بدخول العناصر الأخرى في الإسلام من يهودية و نصرانية و مجوسية، و كلّ قوم من هؤلاء كانوا يصبغون التشيّع بصبغة دينهم، فاليهود بلون يهودي، و النصارى بلون نصراني و هكذا، و إذ كان أكبر عنصر دخل في الإسلام هو العنصر الفارسي كان أكبر الأثر في التشيّع إنما هو للفرس.

و نقول: ما لنا و لو لهوسن و دوزي حتى نأخذ عنهما فلسفة ديننا الّذي نحن أعرف به منهما، و من كلّ أحد، و قد عرفت أن إلصاق مقالة ابن سبأ بالشيعة سخافة متناهية، و كذلك علاقة الفرس بالتشيّع، و إن التشيّع لعليّ كان في حياة الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كما عرفت مما مرّ أن ما ذكره في اليهودية و النصرانية أسخف و أسخف، و إذا كان يعترف بأن التشيّع بدأ بعد وفاة النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قبل دخول الفرس في الإسلام و لا بد أن يكون أيضا قبل دخول الروم و اليهود، فلماذا صبغ هؤلاء العناصر الثلاثة التشيّع وحده بصبغة دينهم و لم يصبغوا غيره.

و من العجيب أن الأستاذ أحمد أمين زار العراق بعد ما انتشر كتابه (فجر الإسلام) في زهاء ثلاثين رجلا من المصريّين، و حضر في بغداد مجلس وعظ الشيخ كاظم الخطيب، فتعرّض لكلام أحمد أمين في كتابه المذكور و فنّده بأقوى حجّة و أوضح برهان، ثم حضروا في النجف مجلس الشيخ محمّد حسين الجعفري (كاشف الغطاء) أحد أعاظم علماء العراق، فعاتبه على ما جاء في كتابه، و بيّن له

نام کتاب : الشيعة في مسارهم التاريخي نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 188
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست