نام کتاب : الشيعة في مسارهم التاريخي نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 1 صفحه : 138
و روى عنه، كما روى عنه السفيانان، و هو يشعر بوثاقته عندهما، قال الذهبي [1] في مختصره: روى عنه شعبة و السفيانان من أكبر علماء الشيعة، وثقه شعبة فشذ و تركه الحفاظ، و قال ابن حجر في التقريب: ضعيف رافضي من الخامسة [2] .
و من ذلك يعلم كذب ما نقله ابن حزم من أنه كان خليفة المغيرة بن سعيد الّذي تبرأ منه الشيعة، و أنه كان ثقة باعتراف أهل الرجال من السنّة و الشيعة، و إن القدح فيه إنّما وقع للتشيّع فقط.
و إما بنان أو بيان بن سمعان النهدي التميمي، فالشيعة تبرأ منه كما تبرأ من كلّ غال، فعدّه أتباعه من الشيعة ظلم و سفاهة كالملقب بالكشف إن صح ما حكاه عنه.
و لكن لا شيء أعجب من قوله: و جمهور الرافضة اليوم على هذا؟!فإن ابن حزم مات سنة (456 هـ) فعصره مفعم بفحول علماء الشيعة و محققيهم، أمثال:
المرتضى، و الشيخ الطوسي، و القاضي إبن البراج و غيرهم لا يحصون كثرة، و قد ملأت مولّفاتهم و مصنّفاتهم الأقطار، و لو لم يكن فيهم غير المرتضى لكفاهم، و هذه الفرق التي نسبها إلى الشيعة و الشيعة تبرأ منها و من كلّ غال كانت قد انقرضت في ذلك العصر عصر ابن حزم، فكيف استحلّ أن يقول: و جمهور الرافضة اليوم على هذا، و ليس في عصره من أهل هذه الاعتقادات التي ذكرها أحد، و عموم الشيعة في ذلك العصر يبرأون من هذه المقالات و يكفرون قائلها، و لهذا الرجل في كتابه المذكور سخافات كثيرة من قبيل ما مرّ لا نطيل باستقصائها و ردّها و نكتفي بهذا القدر، ففيه كفاية لمن تبصّر و اعتبر.
كلام الرافعي في حق الشيعة
و رأينا كتابا ألّف في هذا العصر إسمه (إعجاز القرآن) لمصطفى صادق الرافعي طبع في مصر مرّتين، أكثر فيه مؤلفه من التحامل على الشيعة و السبّ و الشتم، و تعرّض لهم في عدّة مواضع من كتابه بمناسبة و بغير مناسبة، و افترى