نام کتاب : الشيعة في الإسلام نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 74
و الاستدلال المنطقي من الأمور المسلّمة. فهو يطالب أولا بتقبل المعارف الإسلامية ثم الانتقال إلى الاحتجاج العقلي، و استنتاج المعارف الإسلامية منها، انطلاقا من الاعتماد الكامل على واقعيته بل يقول، محصوا في الاحتجاج العقلي، و استنبطوا منه صحة المعارف، و من ثم يكون القبول و الرضا.
و ما يسمع من كلام عن الدعوة الإسلامية، يمكن التأمل فيه، و الاستفسار عنه، و الإصغاء إلى قول الخالق. و بالتالي، فإن التصديق و الإيمان يجب أن يحصل عليه الإنسان بدليل أو حجة، لا أن يكون الإيمان مسبقا، ثم إقامة الأدلّة وفقا له. فالفكر الفلسفي طريق يدعمه القرآن الكريم و يصادق عليه، و من جهة أخرى نرى القرآن الكريم و بأسلوبه الرائع، يوضّح لنا أن جميع المعارف الحقيقة تنبع من التوحيد و معرفة الله حقيقة، و ما كمال معرفة الله جلّ و علا، إلاّ لأولئك الذين جعلهم الله من خيرة عباده، و خصصهم لنفسه، و هم الذين قد قطعوا تعلقهم القلبي بهذه الدنيا، و إثر الإخلاص و العبوديّة، وجّهوا قواهم إلى العالم العلوي، و نوّروا قلوبهم بنور الله سبحانه، و نظروا ببصيرتهم إلى حقائق الأشياء، و ملكوت السماوات و الأرض، و هم قد وصلوا إلى مرحلة اليقين، إثر إخلاصهم و عبوديتهم، و بوصولهم هذه المنزلة (اليقين) انكشف لهم ملكوت السماوات و الأرض، و الحياة الخالدة في العالم الخالد.
نام کتاب : الشيعة في الإسلام نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 74