نام کتاب : الشيعة في الإسلام نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 73
و القرآن لا ينفي المصادر الأخرى للفكر الصحيح و الحجج الواضحة كما سنبين.
الطرق التي يعرضها الإسلام للفكر الديني
يضع القرآن الكريم ثلاثة طرق أمام أتباعه للوصول إلى المفاهيم الدينيّة و المعارف الإسلامية، و يوضّح لهم، أن الظواهر الدينية و الحجج العقلية، و الإدراك المعنوي لا يتأتّى إلاّ من الخلوص في العبادة.
إن الله سبحانه يخاطب الناس عامة في القرآن، و يعرض أمورا دون إقامة حجة أو دليل، انطلاقا من قدرة هيمنته كخالق، و يطالب بقبول الأصول و الأسس الاعتقادية، كالتوحيد و النبوة و المعاد، و الأحكام العملية، كالصلاة و الصوم و غيرها، كما يأمر بالنهي و الامتناع أحيانا. و إذا لم تكن الآيات لتعطي الحجيّة، لم يكن ليطالب الناس بقبولها و اتّباعها، إذن لا بدّ من القول بأن هذه الآيات الواضحة الدلالة طريق لفهم المفاهيم الدينية و المعارف الإسلامية و إدراكها، و نسمي هذا البيان اللفظي بالظواهر الدينية مثل «آمنوا بالله و رسوله» و «و أقيموا الصلاة» ...
و نرى القرآن من جهة أخرى في كثير من الآيات يدعو إلى الحجيّة العقلية، و ذلك بدعوة الناس إلى التفكر و التدبّر في الآفاق و الأنفس، و هو يسلك الاستدلال العقلي في بيان الحقائق.
و حقا أن القرآن هو الوحيد من بين الكتب السماوية الذي يعرّف للإنسان العلم و المعرفة بطريقة استدلالية. و يعتبر أن الحجة العقلية
نام کتاب : الشيعة في الإسلام نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 73