نام کتاب : الشيعة في الإسلام نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 63
المؤرخون بأنه ابتدع صلاة جديدة، بدلا من الصلوات الخمس في الإسلام، و ألغى غسل الجنابة، و أباح شرب الخمر. و في نفس العصر، ظهر زعماء آخرون يدعون إلى الباطنية، جذبوا جماعة من الناس من حولهم.
كان هؤلاء يتعرضون لأنفس و أموال من لا يعتنق مذهب الباطنية، و استمروا في حركتهم هذه في العراق و البحرين و اليمن و الشام، قتلوا الأبرياء، و نهبوا الأموال، و سلبوا قوافل الحجيج، سفكوا دماء الآلاف منهم، و نهبوا أمتعتهم و راحلتهم.
استولى «أبو طاهر القرمطي» أحد زعماء الباطنية على البصرة سنة 331 هـ فقتل الناس، و نهب الأموال، ثم اتجه إلى مكة مع جمع من الباطنية سنة 317 هـ، و بعد صراع مع أفراد الشرطة، دخل مكة، فقتل أهلها، و الحجاج الواردين إليها، فسالت الدماء في بيت الله الحرام و الكعبة، فقسّم ستار الكعبة بين أنصاره، و قلع باب الكعبة، و اقتلع الحجر الأسود من مكانه، ثم نقله إلى اليمن و بقي عندهم مدة اثنين و عشرين عاما.
على أثر هذه الأعمال، أبدى عامة المسلمين تذمرهم و تنفرهم من «الباطنية» ، و اعتبروهم خارجين عن دين الإسلام، حتى أن «عبيد الله المهدي» و هو أحد ملوك الفاطميين، الذي ظهر في إفريقيّة، و ادّعى لنفسه المهدويّة، و أنه المهدي الموعود، و إمام الإسماعيلية، قد تبرأ أيضا من القرامطة آنذاك.
و حسب ما يقرّه المؤرخون أن المعيار الديني للباطنية هو تأويل الأحكام الظاهرة للإسلام إلى مراحل باطنية صوفية، و يعتبرون
نام کتاب : الشيعة في الإسلام نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 63