نام کتاب : الشيعة في الإسلام نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 59
انشعاب، لم يدم كثيرا، و انتهى إلى الانصهار، كما حدث بعد وفاة الإمام العاشر، إذا ادّعى ولده جعفر الإمامة و تبعه جمع، إلا أنهم تفرّقوا و تشتتوا بعد فترة قصيرة، و لم يتابع جعفر دعوته هذه، و هناك بعض اختلاف في الآراء بين رجال الشيعة في المسائل العلمية و الكلامية و الفقهية، إلا أن ذلك لا يعتبر انشعابا في المذهب.
انقرضت الفرق المذكورة التي انشعبت أمام الأكثرية الشيعية، في زمن قصير، عدا الفرقة «الزيدية» و «الإسماعيلية» اللتان استمرتا، و لا يزال معتنقو هذين المذهبين يعيشون في مناطق مختلفة من العالم، كاليمن و الهند و لبنان و مناطق أخرى، فعلى هذا نكتفي بذكر هاتين الطائفتين مع الأكثرية الشيعية و هم الاثنا عشرية.
الزيديّة
تعتبر «الزيدية» من تابعي زيد الشهيد ابن الإمام السجاد عليه السّلام.
ثار زيد سنة 121 للهجرة بوجه الخليفة الأموي «هشام بن عبد الملك» و بايعه جماعة و قتل في حرب وقعت في مدينة الكوفة بينه و بين مؤيدي الخليفة.
يعدّ زيد لدى أصحابه، الإمام الخامس من أئمة أهل البيت عليه السّلام، و خلفه بعده ابنه «يحيى بن زيد» الذي ثار على الخليفة الأموي «الوليد بن يزيد» و جاء بعده «محمد بن عبد الله» و «إبراهيم بن عبد الله» اللذان قاما و ثارا على الخليفة العباسي «منصور الدوانيقي» و قتلا، فهؤلاء هم من أئمة الزيديّة.
و منذ ذلك الوقت، كانت أمور «الزيديّة» غير منتظمة، حتى ظهور
نام کتاب : الشيعة في الإسلام نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 59