نام کتاب : الشيعة في الإسلام نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 28
و أفعاله، و كان سديدا في سيرته، متبعا لكتاب الله تعالى و سنة نبيه صلى اللّه عليه و آله و سلم اتباعا كاملا هو الإمام علي عليه السّلام [1] .
و إذا كانوا يحتجون بأن قريشا كانت تعارض حكومة علي عليه السّلام الحقة و خلافته، كان لزاما عليهم أن يوجّهوا المخالفين التوجيه الحسن، و أن يرشدوهم إلى طريق الحقّ و الصواب، كما فعلوا مع ممتنعي الزكاة، فحاربوهم، و لم يتوانوا عن أخذ الزكاة منهم، لا أن يدحضوا الحقّ خوفا من مخالفة قريش.
نعم، ان السبب الذي دفع الشيعة لمعارضة الخلافة الانتخابية، هو الخوف من عواقبها الوخيمة ألا و هي فساد و سقم الطريقة التي ستتخذها الحكومة الإسلامية، و ما يلازمها من انهدام الأسس العالية للدين. و قد أوضحت الحوادث المتتالية صحة هذه العقيدة بمرور الزمان و الأيام، أكثر فأكثر، مما أدّى بالشيعة إلى أن تكون ثابتة في عقيدتها، مؤمنة بأهدافها. علما بأنها كانت أقلية. إلا أن هذه الأقلية قد ذابت في الأكثرية ظاهرا، و لكنها بقيت تستلهم التعاليم الإسلامية من أهل البيت باطنا، و كانت متفانية في نهجها و طريقها. و في الوقت ذاته كانت تسعى في التقدم و الرقيّ، و الحفاظ على قدرة الإسلام و عظمته، فلم تبد مخالفتها علنا و جهارا. و كانت الشيعة تذهب إلى الجهاد سيرا مع الأكثرية، و لا تتدخل في الأمور العامة، و كان الإمام علي عليه السّلام يرشد الأكثرية لما فيه نفع الإسلام [2] ، و مصلحة المسلمين.