responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشيعة في الإسلام نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 178

الاجتماعية. أما الجهاز الإلهي فهو الجهاز الكوني الذي يربط حياة كل مخلوق و كائن بالله الخالق ربطا وثيقا.

و مما يستفاد من القرآن الكريم‌ [1] و أقوال النبي العظيم صلى اللّه عليه و آله و سلم أن الدين يشتمل على حقائق و معارف تفوق فهمنا و إدراكنا الاعتيادي، و أن الله جلّ شأنه قد أنزلها إلينا بتعبير بسيط يلائم تفكيرنا، كي يتسنى لنا فهمها و إدراكها.

يستنتج مما تقدم أن هناك ارتباطا بين الأعمال الحسنة و السيئة من جهة، و الحياة الأخرى بما تمتاز به من خصائص و صفات من جهة أخرى ارتباطا واقعيا، تكشف عن سعادة أو شقاء.

و بعبارة أوضح، أن كل عمل من الأعمال الحسنة و السيئة تولد في الإنسان حقيقة، و الحياة الأخروية ترتبط بهذه الحقيقة ارتباطا وثيقا.

إن الإنسان في حياته يشبه الطفل، سواء أشعر بهذا الأمر أم لم يشعر، حيث تلازمه شئون تربويّة، فهو يدرك ما يملي عليه مربيّه بألفاظ الأمر و النهي، لكنه كلما تقدم في العمر استطاع أن يدرك ما قاله مربيه، فينال بذلك الحياة السعيدة، و ما ذلك إلا بما اتّصف به من ملكات، و إذا ما رفض و عصى معلمه الذي كان يسعى له بالصلاح، نجد حياته مليئة بالمآسي و الآلام.

فالإنسان يشبه المريض الذي دأب على تطبيق أوامر الطبيب في الدواء و الغذاء، أو رياضة خاصة، فهو إذا لم يبال إلاّ بما أملاه


[1] «وَ اَلْكِتََابِ اَلْمُبِينِ*`إِنََّا جَعَلْنََاهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ*`وَ إِنَّهُ فِي أُمِّ اَلْكِتََابِ لَدَيْنََا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ» سورة الزخرف الآية 2-4.

نام کتاب : الشيعة في الإسلام نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 178
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست