نام کتاب : الشيعة في الإسلام نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 172
قال بعضهم، إن رسول الله قد غلبه الوجع و عندكم القرآن، حسبنا كتاب الله، فاختلف الحضور بالبيت و اختصموا، فمنهم من يقول، قرّبوا يكتب لكم كتابا لن تضلّوا بعده، و منهم من يقول غير ذلك، فلما أكثروا اللغو و الاختلاف، قال رسول الله صلى اللّه عليه و آله و سلم: قوموا [1] .
مع ما تقدم من البحث، و مع الالتفات إلى أنّ الذين مانعوا أمر تدوين كلمة الرسول العظيم صلى اللّه عليه و آله و سلم، هم أنفسهم قد حظوا في اليوم التالي بالخلافة الانتخابية، و كان الانتخاب دون علم علي عليه السّلام و أصحابه، فجعلوهم أمام أمر واقع، فهل هناك من شك في أن النبي صلى اللّه عليه و آله و سلم كان يريد تعيين علي، ليجعله خليفة له من بعده.
و ما كان الهدف من المعارضة (لتدوين أمر الرسول) إلاّ جعل الجو مضطربا. كي ينصرف النبي صلى اللّه عليه و آله و سلم عن الأمر، و لم يكن الغرض وصف النبي بالهذيان، و غلبة المرض عليه، و ذلك لأسباب:
أولا: فضلا من أن النبي صلى اللّه عليه و آله و سلم طوال فترة مرضه، لم يسمع منه كلام لا يليق بمقامه، و لم ينقل أحد هذا المعنى، فإنه لا يحقّ لمسلم وفقا للموازين الدينية أن ينسب إلى النبي صلى اللّه عليه و آله و سلم الهذيان و الكلام العبث، علما بأنه صلى اللّه عليه و آله و سلم مصون و معصوم من قبل الله تعالى.
ثانيا: لو كان المراد من الكلام، المعنى الحقيقي له، فلا حاجة إلى ذكر العبارة التي تلتها، «كفانا كتاب الله» إذ لو كان المراد نسبة الهذيان إلى النبي صلى اللّه عليه و آله و سلم، لكفى ذكر مرضه، لا أن يؤيد القرآن، و ينفي قول الرسول صلى اللّه عليه و آله و سلم، و هذا الأمر لا يخفى على صحابي، من
[1] البداية و النهاية ج 5: 227-شرح ابن أبي الحديد ج 1: 133-الكامل في التاريخ ج 2:
217-تاريخ الرسل و الملوك للطبري ج 2: 436.
نام کتاب : الشيعة في الإسلام نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 172