نام کتاب : الشيعة في الإسلام نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 143
أما أهل «يثرب» فقد آمنوا به صلى اللّه عليه و آله و سلم كبارهم و أسيادهم، فبايعوه، و استقبلوه بحفاوة بالغة، و قدموا له أموالهم و أنفسهم.
فأسس الرسول صلى اللّه عليه و آله و سلم و لأوّل مرة؛ أول مجتمع إسلامي صغير، في مدينة (يثرب) و عقد مع الطوائف اليهودية التي كانت تستقر في المدينة و أطرافها معاهدات، و كذا مع القبائل العربيّة القويّة المتواجدة في تلك المنطقة، و قام بنشر دعوته الإسلامية، و عرفت مدينة «يثرب» بـ «مدينة الرسول» .
و على مرّ الأيام، قويت شوكة الإسلام، و استطاع المسلمون الذين عانوا من اضطهاد القرشيين أن يتركوا دورهم و مساكنهم في مكة، فبدءوا بالهجرة إلى المدينة شيئا فشيئا، و التفوا حول النبي الأكرم صلى اللّه عليه و آله و سلم و سمّوا بـ «المهاجرين» كما اشتهر أصحابه و أعوانه في يثرب بـ «الأنصار» .
نال الإسلام تقدما سريعا، لكن عبدة الأصنام من قريش، و الطوائف اليهودية المستقرة في الحجاز، كانت ما تزال حجرة عثرة أمام هذه الحركة، فحاولوا القيام بأعمال تخريبية لصدّ النبي و المسلمين، بمساعدة المنافقين، الذين كانوا في صفوف المسلمين، و لم يعرفوا بأيّ شكل من الأشكال، فكانوا يخلقون المشاكل، و يسبّبون المصائب، و الحوادث المستحدثة، حتى آل الأمر إلى الحرب، فنشبت الحروب المتعددة بين الإسلام و عبدة الأصنام و اليهود، فكانت الغلبة غالبا لجيش الإسلام، و يقرب إحصاء تلك الحروب من ثمانين و نيف معركة بما فيها المعارك الدامية الكبرى، و الصغيرة منها، و في كل هذه المعارك، كان النبي صلى اللّه عليه و آله و سلم يشارك المسلمين في قتالهم، كمعركة
نام کتاب : الشيعة في الإسلام نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 143