نام کتاب : الشيعة في الإسلام نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 137
الأنبياء و دليل (الوحي) و النبوة
إنّ الكثير من علماء اليوم الذين حققوا في موضوع (الوحي) و النبوة، قد فسّروا موضوع (الوحي) و النبوة و الأمور المرتبطة بهما، على الأسس التي يقوم عليها علم النفس و علم الاجتماع، بقولهم أن الأنبياء كانوا أناسا أطهارا، ذوي همم عالية، محبّي البشرية، و لغرض تقدمها و تطورها من الناحية المادية و المعنوية، و كذا تزكية المجتمعات المنحطة خلقيا، نظّموا و وضعوا قوانين خاصة، و دعوا الناس إليها، و لما كان الناس في ذلك الوقت لم يخضعوا بعد للمنطق و العقل، فما كان من الأنبياء إلا أن ينسبوا أفكارهم و أنظمتهم إلى العالم العلوي كي يستطيعوا بذلك أن يجلبوا رضى الناس، و يخضعوهم لقيادتهم. و كان اعتقاد البعض منهم أن روحهم هي روح القدس و ما الفكر الذي يتجلى إلا «الوحي و النبوة» ، و ما الوظائف و الواجبات التي تستنتج من ذلك إلاّ (الشريعة السماويّة) ، و الكلام الذي يتضمن ذلك كان يسمى «الكتاب السماويّ» .
فالذي ينظر بتأمل و إنصاف إلى الكتب السماوية، و خاصة القرآن الكريم، و كذا إلى الشرائع التي جاء بها الأنبياء، لا يشك في بطلان هذه النظرية، و ذلك أن الأنبياء لم يكونوا رجال سياسة، بل كانوا رجالا يتصفون بالصدق و الصفاء و الخلوص، و كل ما كانوا يدركونه كانوا يتفوهون به، و كل ما كانوا يقولون به كانوا يعملون به، و ما كانوا يزعمونه هو أن هناك شعورا مرموزا، و إمدادا غيبيا، يفيض عليهم، و أنهم في هذا الطريق يتلقون الوظائف الاعتقادية و العلمية من جانب الله تعالى، لإبلاغ الناس و إرشادهم.
نام کتاب : الشيعة في الإسلام نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 137