نام کتاب : الشيعة في الإسلام نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 115
و الاستثناء، كل هذا قد جاء دون حساب، و إنما مجرد المصادفة هي التي لعبت دورها في خلقه و إيجاده؟أم أنّ كلا من هذه الظواهر سواء الصغيرة منها أو الكبيرة في العالم، قد اتخذت لها نهجا قبل حدوثها و خلقتها، و بعد أن وجدت سلكت ذلك السبيل و النهج؟
أم أن هذا الكون مع وحدته الكاملة الشاملة، و الاتصال و الارتباط القائم فيما بينها، فهو لا يعدو مجموعة واحدة متكاملة، قد أنشئت و خلقت نتيجة لعوامل متعددة مختلفة، و يسير وفقا لقوانين متباينة؟
من الطبيعي أن الشخص الذي يرجع كل ظاهرة لمسبب و كل معلول لعلة، فإنه عند مشاهدة عدة أحجار بصورة منتظمة و منسقة، ينسبها مباشرة إلى علم و قدرة قامت بصنعها، و بذلك ينفي المصادفة مطلقا، و يحكم بوجود تخطيط هادف، و لا يدّعي أن المصادفة هي التي أوجدت هذا النظام و التنسيق.
لذا فإن الكون، بما فيه من أنظمة مهيمنة، مخلوقة لخالق عظيم، هو الذي أوجدها بعلمه و قدرته غير المتناهية، و يسيّرها إلى الغاية. و ما العوامل البسيطة التي تنشئ الحوادث البسيطة، في العالم إلاّ منتهية إليه، فهي تحت قدرته و هيمنته و تسخيره، و كل ما في الكون محتاج إليه، و هو غير محتاج لأحد أو لشيء، و لم يكن معلولا لعلة، و لا سببا لمسبب.
نام کتاب : الشيعة في الإسلام نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 115