responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشيعة في الإسلام نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 113

يخرج عن الطبيعة و النظام الحاكم فيها مهما سلك من سبل، و لن يغض النظر-بما أوتي من شعور و إدراك-عن المشاهد الخلابة، سواء في الأرض أو في السماء.

إن عالم الوجود [1] بما يتصف من سعة فإن كل جزء منه، بل و جميع أجزائه معرّضة للتغيير و التبديل المستمرين، و تظهر في كل لحظة بشكل جديد غير سابقتها

و وفقا للقوانين التي لا تقبل الاستثناء، فإن هذا العالم بأسره، ينطوي على نظام واضح بيّن، يجري وفقا لقوانين مدهشة و محيّرة للعقول، تسيّر عمله من أدنى حالة إلى أكملها، كي توصله إلى الهدف الاسمي و هو الكمال.

و فوق الأنظمة الخاصة، توجد أنظمة أعمّ، و هي النظام العام للكون، الذي يربط أجزاءه العديدة التي لا تحصى بعضها ببعض، و يوفق بين الأنظمة الجزئية، و يربط بعضها بالبعض الآخر، فهي في سيرها المستمر لن تتصف بالاستثناء أو الاختلال.

فنظام الخلقة مثلا عند ما أوجد الإنسان على سطح الأرض، فقد جعل خلقته تتناسب مع المحيط الذي يعيش فيه، و جعل المحيط بشكل يتناسب و ذلك المخلوق، كالمربّية العطوف التي تربي النشأ بكل عطف و حنان، فالعالم بما فيه من شمس و قمر و نجوم و ماء و تراب و ليل و نهار، و الفصول السنويّة، و السحب و الرياح


[1] يقول جلّ ثناؤه‌ إِنَّ فِي اَلسَّمََاوََاتِ وَ اَلْأَرْضِ لَآيََاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ*`وَ فِي خَلْقِكُمْ وَ مََا يَبُثُّ مِنْ دََابَّةٍ آيََاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ*`وَ اِخْتِلاََفِ اَللَّيْلِ وَ اَلنَّهََارِ، وَ مََا أَنْزَلَ اَللََّهُ مِنَ اَلسَّمََاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيََا بِهِ اَلْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهََا وَ تَصْرِيفِ اَلرِّيََاحِ آيََاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ*`تِلْكَ آيََاتُ اَللََّهِ نَتْلُوهََا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اَللََّهِ وَ آيََاتِهِ يُؤْمِنُونَ سورة الجاثية الآية (3-6) .

نام کتاب : الشيعة في الإسلام نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 113
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست