في «روضات الجنات» : «و قيل أنه الآن في المسجد المتصل بالحائر في الجهة الواقعة خلف الضريح المقدس» . و لصاحب «روضات الجنات» هنا تحقيق غريب في التوفيق بين ما اشتهر بين المؤرخين من نقله إلى كربلاء، و بين ما هو المعروف بين الناس في زماننا هذا، من أن قبره في الكاظمية. و إني لآسف جد الأسف أن ينتشر هذا الكتاب في الآفاق من دون أن ينزه أو يهذب و لكنه في المقام قد أحسن فيما أورده من الاختلاف في موضع القبر، و يتلخص ذلك في أنه قبل النقل إلى كربلاء أودع الجثمان في الكاظمية، فشاعت التسمية لهذا المحل (بقبر الرضي) ثم نقل الجثمان إلى كربلاء و بقيت العمارة المشيدة عليه تعرف (بقبر الرضي) . قال: «و صحت التسمية بملاحظة ما كان أو لتخلف بعض أجزاء الجثمان عند النقل، و إنها لم تسو و بقيت مشيدة لأنه دفن في جوار قبره بعض الأكابر الصالحين الذين تعظم قبورهم» انتهى.
ففي كلامه هذا بيان لوجه التسمية، و سبب بقاء العمارة مشيدة لكن هذا القبر المعروف واقع بالقرب من مقابر قريش، و أين هو من محلة الكرخ و لعل النقل تكرر، و لعل القبر لواحد من عقبه القريب، و قد شاع باسمه.
و قد رثاه أخوه المرتضى بأبيات منها:
لا تنكروا من فيض دمعي عبرة # فالدمع غير مساعد و مواسي
و آها لعمرك من قصير طاهر # و لرب عمر طال بالأرجاس
و رثاه مهيار بمستهله بقوله:
أقريش لا لفم أراك و لا يد # فتواكلي غاض الندى و خلا الندى
و أخرى مطلعها:
من جب غارب هاشم و سنامها # و لوى لويا فاستزل مقامها