نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 1 صفحه : 835
كبير، و قد سمعت فيك من الفضل ما لا احصي، و إنّي أظنّك ستغتال، فعلّمني ممّا علّمك اللّه.
قال: نعم يا شيخ، من اعتدل يوماه فهو مغبون، و من كانت الدنيا همّته اشتدّت حسرته عند فراقها، و من كان غده شرّ يوميه فهو محروم، و من لم يبال بما رزي [1] من آخرته إذا سلمت له دنياه فهو هالك، و من لم يتعاهد النقص من نفسه غلب عليه الهوى، و من كان في نقص فالموت خير له.
يا شيخ، ارض للنّاس ما ترضى لنفسك، و ائت إلى الناس ما تحبّ أن يؤتى إليك.
ثم أقبل على أصحابه فقال: أيّها الناس، أ ما ترون إلى أهل الدّنيا يمسون و يصبحون على أحوال شتّى، فبين صريع يتلوّى، و بين عائد و معود، و آخر بنفسه يجود، و آخر لا يرجى، و آخر مسجّى، و طالب الدّنيا و الموت يطلبه، و غافل و ليس مغفول عنه، على أثر الماضي يصير الباقي.
فقال له زيد بن صوحان العبدي: يا أمير المؤمنين، أيّ سلطان أغلب و أقوى؟ قال:
الهوى، قال: فأيّ ذلّ أذلّ؟ قال: الحرص على الدنيا، قال: فأيّ فقر أشدّ؟ قال: الكفر بعد الإيمان، قال: فأيّ دعوة أضلّ؟ قال: الداعي بما لا يكون، قال: فأيّ عمل أفضل؟ قال:
التقوى، قال: فأيّ عمل أنجح؟ قال: طلب ما عند اللّه، قال: فأيّ صاحب لك شرّ؟ قال:
المزيّن لك معصية اللّه، قال: فأيّ الخلق أشقى؟ قال: من باع دينه بدنيا غيره، قال: فأيّ الخلق أقوى؟ قال: الحليم، قال: فأيّ الخلق أشحّ؟ قال: من أخذ المال من غير حلّه فجعله في غير حقّه، قال: فأيّ الناس أكيس؟ قال: من أبصر رشده من غيّه فمال إلى رشده، قال: فمن أحلم الناس؟ قال: الذي لا يغضب، قال: فأيّ الناس أثبت رأيا؟ قال:
من لم يغرّه الناس من نفسه، و لم تغرّه الدنيا بتشوّفها.
قال: فأيّ الناس أحمق؟ قال: المغترّ بالدنيا و هو يرى ما فيها من تقلّب أحوالها، قال: فأيّ الناس أشدّ حسرة؟ قال: الذي حرم الدنيا و الآخرة، ذلك هو الخسران المبين، قال: فأيّ الخلق أعمى قال: الذي عمل لغير اللّه و يطلب بعمله الثواب من عند اللّه، قال:
فأيّ القنوع أفضل؟ قال: القانع بما أعطاه اللّه عزّ و جلّ، قال: فأيّ المصائب أشدّ؟ قال: