نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 1 صفحه : 59
الذوقية و السكينات الروحية.
«كان اللّه آنسه»: مؤنسه، إذ موجب الوحشة فقد المألوف، و خلوّ الذات من الفضيلة، و اللّه تعالى مألوفه، و هو منبع كلّ خير و فضيلة.
«في العيلة» في الفاقة «نصب الحق» على البناء للمفعول، و يعني بالحقّ دين الحقّ، أي اقيم الدّين بإرسال الرّسل و إنزال الكتب ليطاع اللّه في أوامره و نواهيه.
«و الطاعة بالعلم» أي العلم بكيفية الطاعة و «التعلّم» بالعلم «يعتقد» على البناء للمفعول، أي يذعن و يتعرّف محصوله «و لا علم» أي بكيفية الطاعة «إلّا من عالم ربّاني» أي بالتعلّم منه دون الاجتهاد و الرأي.
«و معرفة العلم بالعقل» أي معرفة كونه علما، و في بعض النسخ: «العالم» و هو الأظهر.
«قليل العلم من العالم مقبول» لأنه يؤثّر في صفاء قلبه و ارتفاع الحجاب عنه ما لا يؤثّر أضعافه في قلوب أهل الهوى و الجهل، لممارسته العلوم و الأفكار المجلية لقلبه و المصقلة له عن الرّين و الغين، و المعدّة له لاستفاضة النور عليه بسبب قليل من العمل، و قسوة قلوب أهل الهوى و الجهل و غلظ حجبهم و حرمانية نفوسهم و بعدها عن قبول التصفية، فلا يؤثر فيها كثير العمل.
«رضي بالدّون من الدنيا» و هو قدر البلغة مع الدنيا و إن كانت وافية و لذّتها كاملة «ربحت تجارتهم» إذ بدّلوا أمرا خسيسا فانيا بأمر شريف باق. و عن أمير المؤمنين (عليه السلام) «لو كانت الدنيا من ذهب و الآخرة من خزف، لاختار العاقل الخزف الباقي على الذهب الفاني» [1] كيف و الأمر بالعكس من ذلك!
«تركوا فضول الدنيا» و إن كانت مباحة لأنها تمنع عن مزيد الكرامة و كمال القرب من اللّه سبحانه. «فكيف الذنوب» المورثة لاستحقاق المقت و العقوبة.
«إنّ الدنيا طالبة» طالبية الدنيا عبارة عن إيصالها الرّزق المقدّر إلى من هو فيها ليكونوا فيها إلى الأجل المقرّر، و مطلوبيّتها عبارة عن سعي أبنائها لها ليكونوا على أحسن أحوالها، و طالبيّة الآخرة عبارة عن بلوغ الأجل و حلول الموت لمن هو في الدنيا ليكونوا فيها، و مطلوبيتها عبارة عن سعي أبنائها لها ليكونوا على أحسن أحوالها.
و لا يخفى أنّ الدنيا طالبة بالمعنى المذكور، لأنّ الرزق فيها مقدّر مضمون