responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 450

و اقترب أجلي، مع أنّني لست أدري ما أرد عليه من أمر آخرتي، فقال (عليه السلام): «يا أبا محمّد، و إنّك لتقول هذا؟» قال: قلت: جعلت فداك، و كيف لا أقول؟ فقال: «يا أبا محمّد، أ ما علمت أنّ اللّه تعالى يكرم الشباب منكم، و يستحيي من الكهول؟» قال: قلت: جعلت فداك فكيف يكرم الشباب و يستحيي من الكهول؟ فقال: «يكرم و اللّه الشباب أن يعذّبهم، و يستحيي من الكهول أن يحاسبهم».

قال: قلت: جعلت فداك، هذا لنا خاصّة أم لأهل التوحيد؟ قال فقال: «لا و اللّه إلّا لكم خاصة دون العالم». قال: قلت: جعلت فداك فإنّا قد نبزنا نبزا انكسرت له ظهورنا، و ماتت له أفئدتنا، و استحلّت له الولاة دماءنا، في حديث رواه لهم فقهاؤهم؟ قال: فقال أبو عبد اللّه (عليه السلام): «الرافضة؟» قال: قلت: نعم، قال: «لا و اللّه ما هم سمّوكم به، بل اللّه سمّاكم به، أ ما علمت يا أبا محمّد أنّ سبعين رجلا من بني إسرائيل رفضوا فرعون و قومه لما استبان لهم ضلالهم، فلحقوا بموسى (عليه السلام) لمّا استبان لهم هداه، فسمّوا في عسكر موسى الرافضة لأنهم رفضوا فرعون، و كانوا أشدّ أهل ذلك العسكر عبادة، و أشدّهم حبّا لموسى و هارون و ذريّتهما (عليهما السلام)، فأوحى اللّه تعالى إلى موسى (عليه السلام) أن أثبت لهم هذا الاسم في التوراة، فإنّي قد سمّيتهم به و نحلتهم إيّاه. فأثبت موسى (عليه السلام) الاسم لهم، ثم ذخر اللّه تعالى لكم هذا الاسم حتى نحلكموه.

يا أبا محمّد، رفضوا الخير و رفضتم الشرّ، افترق النّاس كلّ فرقة و تشعّبوا كلّ شعبة فانشعبتم مع أهل بيت نبيّكم، و ذهبتم حيث ذهبوا، و اخترتم من اختار اللّه لكم و أردتم من أراد اللّه، فأبشروا ثم أبشروا، فأنتم و اللّه المرحومون المتقبّل من محسنكم، و المتجاوز عن مسيئكم، من لم يأت اللّه تعالى بما أنتم عليه يوم القيامة لم يتقبّل منه حسنة، و لم يتجاوز له عن سيّئة.

يا أبا محمّد فهل سررتك؟». قال: قلت: جعلت فداك، زدني، فقال: «يا أبا محمّد، إنّ للّه عزّ و جلّ ملائكة يسقطون الذنوب عن ظهور شيعتنا كما تسقط الريح الورق في أوان سقوطه، و ذلك قوله تعالى: الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَ مَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَ يَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا [1] استغفارهم و اللّه لكم دون هذا الخلق، يا أبا محمّد فهل سررتك؟». قال: قلت: جعلت فداك زدني، قال: «يا أبا محمّد، لقد ذكركم اللّه في كتابه فقال:

مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجٰالٌ صَدَقُوا مٰا عٰاهَدُوا اللّٰهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضىٰ نَحْبَهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَ مٰا


[1]. المؤمن (40): 7.

نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 450
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست