responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 318

يا محمّد بن علي، لو شئت أن أخبرك و أنت نطفة في ظهر أبيك لأخبرتك.

يا محمّد بن علي، أ ما علمت أنّ الحسين بن علي بعد وفاة نفسي و مفارقة روحي جسمي إمام من بعدي؟ و عند اللّه في الكتاب وراثة من النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) أضافها اللّه تعالى له في وراثة أبيه و أمّه (عليهما السلام)، فعلم اللّه أنّكم خيرة خلقه فاصطفى منكم محمّدا (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) و اختار محمّد عليا (عليهما السلام)، و اختارني علي بالإمامة، و اخترت أنا الحسين، فقال له محمّد بن علي:

أنت إمام، و أنت وسيلتي إلى محمّد (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم)، و اللّه لوددت أنّ نفسي ذهبت قبل أن أسمع منك هذا الكلام، ألا و إنّ في رأسي كلاما لا تنزفه الدّلاء و لا تغيّره نغمة الرياح، كالكتاب المعجم في الرقّ المنهم [1]، أهمّ بإبدائه فأجدني سبقت إليه سبق الكتاب المنزل، أو ما خلت به الرسل، و إنّه لكلام يكلّ به لسان الناطق و يد الكاتب حتى لا يجد قلما و يؤتى بالقرطاس حمما و لا يبلغ فضلك، و كذلك يجزي اللّه المحسنين و لا قوة إلّا باللّه، الحسين أعلمنا علما، و أثقلنا حلما، و أقربنا من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) رحما، كان فقيها قبل أن يخلق، و قرأ الوحي قبل أن ينطق، و لو علم اللّه في أحد غير محمّد خيرا ما اصطفى محمّدا (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم)، فلما اختار اللّه محمّدا و اختار محمّد عليا و اختارك علي إماما و اخترت الحسين، سلّمنا و رضينا من هو الرضا و من كنا نسلم به من مشكلات أمرنا» [2].

* بيان

«محمّد بن علي» يعني به أخاه ابن الحنفية «يحيى به الأموات» أي أموات الجهل «و يموت به الأحياء» أي بالموت الإرادي عن لذات هذه النشأة، الذي هو حياة أخروية في دار الدنيا «أضوأ من بعض» يعني لا تستنكفوا من التعلّم و إن كنتم علماء، فانّ فوق كلّ ذي علم عليم «في الكتاب» يعني في أمّ الكتاب و اللوح المحفوظ «أضافها اللّه» أي أضاف وراثة النبيّ «لا تنزفه» لا تنزحه و لا تفنيه، كناية عن كثرته «و لا تغيّره» كناية عن ثباته و عذوبته «كالكتاب المعجم» أمّا من الإعجام بمعنى التقفيل، أو بمعنى عدم الافصاح، أشار به إلى أنه من الأسرار و الرموز، أو من التعجيم بمعنى إزالة العجمة بالنقط، أشار به إلى إبانته عن المكنونات «في الرّق


[1]. في المصدر: المنمنم أي المزيّن.

[2]. الكافي 1: 301/ 2. و فيه: و رضينا من [هو] بغيره يرضى و [من غيره] كنا نسلم به من مشكلات أمرنا.

نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 318
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست