[458] 4. الكافي: سليم بن قيس قال: شهدت وصية أمير المؤمنين (عليه السلام) حين أوصى إلى ابنه الحسن (عليه السلام) و أشهد على وصيّته الحسين (عليه السلام) و محمّدا (بن الحنفية) و جميع ولده و رؤساء شيعته و أهل بيته، ثم رفع إليه الكتاب و السلاح و قال لابنه الحسن (عليه السلام): «يا بني، أمرني رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) أن أوصي إليك، و أن أدفع إليك كتبي و سلاحي، كما أوصى إلي رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) و دفع إلي كتبه و سلاحه، و أمرني أن آمرك إذا حضرك الموت أن تدفعها إلى أخيك الحسين (عليه السلام)، ثم أقبل على ابنه الحسين (عليه السلام) فقال له: و أمرك رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) أن تدفعها إلى ابنك هذا، ثم أخذ بيد علي بن الحسين (عليه السلام)، ثم قال: لعلي بن الحسين (عليه السلام): و أمرك رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) أن تدفعها إلى ابنك محمد بن علي (عليه السلام) و اقرأه من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) و مني السلام» [2].
[459] 5. الكافي: عن الصادق (عليه السلام): «لما حضر الحسن بن علي (عليه السلام) الوفاة، قال: يا قنبر انظر هل ترى من وراء بابك مؤمنا من غير آل محمّد، فقال: اللّه و رسوله و ابن رسوله أعلم به مني، قال: ادع لي محمّد بن علي، فأتيته، فلمّا دخلت عليه، قال: هل حدث إلّا خير؟
قلت: أجب أبا محمد، فعجّل عن شسع نعله فلم يسوّه و خرج معي يعدو، فلمّا قام بين يديه سلّم فقال له الحسن (عليه السلام): اجلس، فإنّه ليس مثلك يغيب عن سماع كلام يحيى به الأموات و يموت به الأحياء، كونوا أوعية العلم و مصابيح الهدى، فإنّ ضوء النهار بعضه أضوأ من بعض، أ ما علمت أنّ اللّه تعالى جعل ولد إبراهيم أئمة و فضّل بعضهم على بعض و آتى داود زبورا؟ و قد علمت بما استأثر اللّه به محمّدا (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم).
يا محمّد بن علي، إنّي أخاف عليك الحسد، و إنما وصف اللّه به الكافرين، فقال اللّه تعالى: كُفّٰاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مٰا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ[3] و لم يجعل اللّه للشيطان عليك سلطانا.
يا محمّد بن علي، الا اخبرك بما سمعت من أبيك فيك؟ قال: بلى، قال: سمعت أباك (عليه السلام) يقول يوم البصرة: من أحبّ أن يبرّني في الدنيا و الآخرة فليبرّ محمّدا ولدي.