نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 1 صفحه : 11
الحديث و كتابته و تفسير القرآن و تأويله. و كان يقول: «ما من آية نزلت على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) إلّا و قرأها و أملاها علي فكتبتها بخطّ يدي، كما كان يعلّمني علم التأويل و التفسير و الناسخ و المنسوخ و المحكم و المتشابه من الآيات [1]».
لقد دوّن (عليه السلام) آثارا كثيرة في التفسير و الحديث و الفقه و من بينها: تفسير القرآن، و هو أوّل كتاب مدوّن في الإسلام، و يبدو أنّه هو نفسه صحيفة علي (عليه السلام) المشتملة للعلوم القرآنية، و التي صنّف علوم القرآن فيها على ستّين صنفا [2]؛ و كتاب السنن و القضايا و الأحكام المشتمل على أبواب الفقه المختلفة مثل الطهارة و الصلاة و الصوم و الحجّ و الزكاة و القضاء و الحدود و الديات و المعاملات و غيرها. و قد ذكر أكثر الرواة و المحدّثين و الفقهاء هذا الكتاب، و سمّوه أحيانا بأسماء أبوابه [3]، و الجامعة، و هي صحيفة كبيرة طولها سبعون ذراعا، و يعتقد البعض أنّها «صحيفة علي (عليه السلام)» بعينها [4]. و خطب و رسائل و حكم جمعت و سمّيت فيما بعد ب«نهج البلاغة».
لم يكن أمير المؤمنين (عليه السلام) يقوم بكتابة الأحاديث و تدوينها بنفسه فحسب، بل إنّه كان يحثّ عليها و يرغّب إليها بشدّة أيضا [5] حتّى أنّه كان يبيّن لتلاميذه و كتّابه طريقة الكتابة و تجويدها [6].
كان تلاميذ الإمام و أصحابه و خاصّته أمثال أبي رافع مولى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) و ابنيه عبيد اللّه و علي من الأوائل في تدوين الحديث [7]. فقد قام أبو رافع بتحرير كتاب السنن و الأحكام و القضايا الذي تلقّاه من الإمام علي (عليه السلام) سماعا [8]. كما حرّر عبيد اللّه كتابا