و لمّا كانت «التقيّة» من العناوين التي تضاف إلى المتقي، و المتقى منه، و المتقى فيه، فلا محالة تنقسم بحسب ذاتها و إضافاتها إلى أقسام:
منها: التقسيم بحسب ذاتها
فتارةً: تكون التقيّة خوفاً.
و أُخرى: تكون مداراةً.
و الخوف قد يكون لأجل توقّع الضرر على نفس المتقي، أو عرضه، أو ماله، أو ما يتعلّق به. و قد يكون لأجل توقّعه على غيره من إخوانه المؤمنين. و ثالثةً لأجل توقّعه على حوزة الإسلام؛ بأن يخاف شتات كلمة المسلمين بتركها؛ و خاف وقوع ضرر على حوزة الإسلام لأجل تفريق كلمتهم .. إلى غير ذلك.
و المراد بالتقيّة مُداراةً: أن يكون المطلوب فيها نفس شمل الكلمة و وحدتها؛ بتحبيب المخالفين و جرّ مودّتهم، من غير خوف ضرر كما في التقيّة