الفائدة الخامسة في لزوم تبيّن الفجر فعلًا في اللّيالي المقمرة
فائدة: كثيراً ما تقع الغفلة عن أمر تترتّب عليه فروع مهمّة: و هو أنّ الفجر في الليالي المقمرة من الليلة الثالثة عشرة إلى أواخر الشهر يتأخّر عن غيرها قريب عشر دقيقات أو أقلّ أو أكثر؛ حسب اختلاف ضياء القمر و قربه من الأُفق المشرقي، و هذا الفرع مع كثرة الابتلاء به في صلاة الفجر و صلاة العشاءين و نافلة الليل و غير ذلك يكون مغفولًا عنه، و كثيراً ما يراعي المؤذّنون و المصلّون الوقت النجومي؛ و يكون تشخيصهم الفجر حسب الساعات قبل تبيّن الفجر حسّا.
و محصّل الكلام في هذا المقام: أنّه هل المعتبر في اعتراض الفجر و تبيّنه هو الاعتراض و التبيّن الفعلي، أو الأعمّ منه و من التقديري، نظير الاحتمالين في باب تغيّر الماء في باب المياه [1]؟
ظاهر الكتاب و السنّة و كذا ظاهر فتاوى الأصحاب على ما قاله المحقّق صاحب «مصباح الفقيه» [2] هو الأوّل
و صاحب مصباح الفقيه هو آية اللَّه العلّامة المحقّق الشيخ محمّد رضا الهمداني المولود بهمدان سنة 1250 ه. درس عند الشيخ الأنصاري و السيّد المجدّد الشيرازي حتّى نال مرتبة عالية من العلم، و كان ذا نظر دقيق و فكر صائب، و قد غلب فنّه في الكتابة و التصنيف على فنّه في التدريس، فمن كتبه: مصباح الفقيه و حاشية على الرسائل. أشهر تلاميذه السيّدان محسن الأمين و حسن الصدر و الشيخ آقا بزرگ الطهراني. توفّي (رحمه اللَّه) سنة 1322 ه.
معارف الرجال 1: 323، أعيان الشيعة 7: 19، نقباء البشر 2: 776.